الاعتداء الذي وقع على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مدينة مشهد الإيرانية كان انتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية ، وقد دأب النظام الإيراني على ممارسة مثل هذه الاعتداءات وإطلاق الغوغائيين من فترة لأخرى لإظهار اعتراضهم وامتعاضهم من بعض القرارات ضد بعض الدول من دون مراعاة أو تقدير للأنظمة والتشريعات التي تحمي القنصليات والسفارات وفق المعايير الدولية . ليس لدي شك بأن الاعتداء الذي وقع على السفارة والقنصلية كان متوقعاً من قبل الجهات المعنية ،فهذه هي السياسة الإيرانية عبر التاريخ وهذا هو المنهج الإيراني اتجاه كافة القضايا التي لاتحقق أهدافها ولاتلبي رغباتها فهو عادة ما يلجأ للإرهاب بمختلف أشكاله وصوره سواءً من خلال استخدام المرتزقة في بعض الدول أو التحريض أو تسخير الحملات الإعلامية أو اللجوء إلى تحريك الطائفية والقضايا المذهبية والنعرات الدينية . إيران كانت تسعى إلى إيجاد أبواق ومنابر لها في عدد من الدول العربية فهناك بوق موجود في لبنان وكان يوجد بوق في سوريا وهي اليوم تحتل العراق ولها أبواق مختلفة في بعض دول الجوار وقد سعت لاحتلال اليمن من خلال البوق الحوثي ، غير أن عاصفة الحزم وضعت حداً لهذا التوسع والامتداد مما ساهم في لجم ذلك التوجه ووضع حد له . كنت أتوقع منذ إعلان التأييد والدعم الإيراني للعصابات الحوثية في اليمن وتزويدها بالسلاح أن تقوم السعودية بقطع العلاقات مع إيران ، غير أن حكومة المملكة عمدت إلى ضبط النفس وإلى الصبر على كافة تلك الانتهاكات والتصريحات الإعلامية والتي كانت تطلق من قبل الكثير من المسؤولين الإيرانيين كما حرصت على تحمل الأذى الذي كان يصدر من قبل بعض القيادات الإيرانية كما غضت الطرف عن كثير من التجاوزات إلى أن وصل الأمر إلى حد لايمكن السكوت عليه وهو المساس بالشؤون الداخلية للمملكة فتم قطع العلاقات فوراً بدون تردد . تصرفت إيران بغباء عندما اعتقدت أن السعودية ستواصل صبرها على تلك الانتهاكات وإن كان في صورة تسهيل الاعتداء على البعثات الدبلوماسية ،واعتقدت إيران أن السعودية ستتقبل تلك الانتهاكات كردة فعل متوقعة على إعدام بعض الإرهابيين الموالين للنظام الإيراني لكن خاب ظنها وكان إعتقادها خاطئاً فهناك حدود وخطوط حمراء لايمكن تجاوزها كما أن هناك سياسة حزم وعزم ستواجه بها الدولة كل من تسول له نفسه المساس بهذا الكيان . Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :