•• هناك فرص عديدة لأن يصبح العام الجديد 2016م عام سلام.. وتنمية.. واستقرار.. وبداية تعاون دولي حقيقي لصناعة المستقبل الأفضل لدول العالم وشعوبه.. •• غير أن استثمار هذه الفرص يتوقف على (3) أمور مهمة وأساسية هي: • أولاً: أن تكون هناك إرادة دولية حقيقية تبدأ بالدول الكبرى.. وتنتهي بالدول التي تعيش أوضاعاً مأساوية ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط.. بتغليب العمل السياسي الجاد في التوصل إلى تسويات نهائية للقضايا والأزمات الراهنة كالوضع في سورية وليبيا واليمن.. • ثانياً: أن يكون هناك تغليب للمصالح العليا لجميع الشركاء.. والتضحية بأي مصالح محدودة.. أو أطراف كانت سبباً في تعريض المنطقة للخطر كما هي الحال بالنسبة لتمسك الأسد في سورية بالسلطة.. والتفاف كل من روسيا وإيران حوله تعزيزاً لمكاسبهما هناك، وإن كان ذلك على حساب أرواح الشهداء.. وتدمير الوطن السوري.. • وثالثاً: أن تضع الدول الكبرى مخططاتها لإعادة رسم خارطة المنطقة جانباً.. أو إحداث التغييرات القسرية فيها لأن الاستمرار في هذا الطريق لن يدمر دول الإقليم فحسب وإنما سيدمر فرص التعايش في العالم بأسره.. فضلاً عن أنه سوف يلحق أضراراً هائلة بمصالح تلك الدول أيضاً. •• لو حدث هذا.. فإن الفرص المتاحة الآن قبل غدٍ هي: توظيف كافة الجهود للقضاء على الإرهاب بكل أشكاله.. وصيغه وتنظيماته.. شريطة أن تستخدم كل دولة أفضل ما عندها من خبرة.. وإمكانية وقدرة.. وليس فقط بالاعتماد على دول الإقليم وحدها لما في ذلك من استنزاف معروف الأهداف والأبعاد والنتائج. يحقق الانتعاش الاقتصادي الشامل.. بدءا بزيادة أسعار النفط.. باتباع سياسات انتاجية وتسويقية فاعلة.. وغير مسيسة.. وبناءة.. يقطف ثمارها الجميع. تحقيق تنمية شاملة.. تقوم على تنويع مصادر الإيراد عند كل دولة.. وتوجيه الفوائض المالية المتحققة من الحد من ارتفاع حجم الديون إلى رفع معدلات الإنتاج واستثمار الطاقات.. ورفع كفاءة مستوى الأداء العام وزيادة فرص التوظيف.. وتراجع معدلات البطالة وإيقاف جموح التضخم عن المستويات العالية التي بلغها. •• والعكس بالعكس تماماً.. •• لكن ما أراه في أفق العالم بشكل عام.. ومنطقتنا العربية بشكل خاص.. وكذلك منطقة الشرق الأوسط.. هو غير كل هذا تماماً.. •• ولذلك فإنني لا اأستبعد أن يكون العام الجديد من أصعب الأعوام التي مرت بدول المنطقة وشعوبها.. لأن وتيرة الحروب.. وتزايد أعمال الإرهاب.. والتصميم على المضي في سياسة إشعال الفتن والفوضى في المنطقة.. تبدو هي الأقرب والأرجح مع كل أسف.. •• فما الذي تستطيع دولنا وشعوبنا أن تفعله.. إن كان الأمر كذلك؟! •• أسأل السؤال.. وليس لديَّ عليه إلا إجابة واحدة ترد في صيغة سؤال آخر هو: •• هل دول المنطقة مهيأة وجاهزة لمثل هذا الوفاق؟! •• الجواب مع كل أسف.. هو.. لا.. •• والنتيجة بكل الألم والحزن هي.. أن الأخطر قادم.. وأن الثمن سيكون عالياً.. ولا يمكن لشعوب المنطقة أن تتحمله.. وأن المخرج من كل هذا هو.. إرادة الله ورحمته.. وعونه.. وإلا فإن الأفق يبدو أكثر إظلاماً من أي وقت مضى.. لا سيما إذا نحن فقدنا التلاحم بيننا.. والتضامن داخل صفوفنا.. واليقظة لكل ما يدور حولنا.. والحكمة في التعامل مع كل طارئ بعيداً عن الأخطاء.. وقريباً من الثبات.. وحُسن التدبير والتخطيط.. والله المستعان. ضمير مستتر: •• لم تُزل الامبراطوريات القديمة إلا في ظل التساحق.. والتنافر.. والتضارب في الأهداف والمصالح..
مشاركة :