حتى نخشع في صلواتنا - هاشم عبده هاشم

  • 6/29/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

•• بالرغم من الأجواء "الروحانية" الفريدة التي تعيشها بلادنا خلال شهر رمضان من كل عام.. بكل ما تنطوي عليه من سكينة.. وتبتل.. وخشوع.. إلا أن الأحداث التي تعرض لها المصلون في مسجدي "القديح" و"الدمام" لا تزال ماثلة في الأذهان.. لفظاعتها.. وبشاعة الجريمة التي خطط لها أو أقدم على تنفيذها بعض الأغرار.. •• هذا الكلام قد لا يستحسنه البعض.. لأنه من وجهة نظرهم يثير شعوراً بالقلق بين الناس.. وعند المصلين بصورة أكثر تحديداً.. ولاسيما عند أداء صلاة التراويح حيث يتجمع المئات في كل مسجد.. •• إلا ان ما يبرر القول هو تجدد العمليات الإرهابية في الكويت.. ثم ضرورة أن نكون حذرين على الدوام.. ومتيقظين باستمرار.. لأننا نعيش وسط أعداء كثيرين.. يريدون إلحاق الشر بنا.. وزعزعة أمن واستقرار بلدنا.. وإدخال مختلف ألوان الرعب إلى نفوسنا.. •• هذه الحقيقة لا مناص لنا من الاعتراف بها.. وتمثلها باستمرار حتى لا نعطيهم فرصة في دفعنا إلى نفس المصير الذي انتهت إليه بلدان أخرى.. •• صحيح أن هذه البلاد تعيش بأمان الله.. وحفظه ورعايته.. في ظل دولة قوية.. وساهرة على أمن كل مواطن ومقيم.. •• لكن الأكثر صحة هو.. أن الحيطة.. والحذر.. وشدة الانتباه.. والخوف على بلدنا.. وتأمين أرواحنا.. تتطلب فتح عيوننا.. ورفع درجة حساسيتنا تجاه كل مظهر مريب.. وعدم إحسان الظن ببعض المظاهر الخادعة.. تأميناً لمساجدنا من الاستهداف.. وحفاظاً على أرواح المصلين فيها.. •• حالة التنبه.. والتيقظ هذه.. تجنبنا نتائج الغفلة وحسن الظن المبالغ فيه.. وتحمينا من الكثير من الأخطار.. سواء أكانت هذه الأخطار نتيجة لوجود من يعتنقون أفكاراً ضالة عرف الأعداء الخارجيون كيف يستخدمونهم لخدمة أهدافهم وأجندتهم.. أم كانت من جراء تراخينا في القيام بواجباتنا الوطنية في مساعدة الدولة على تعقب وكشف الظواهر السلبية.. •• ولا يتعارض هذا "التنبه" مع حالة الخشوع.. والسكينة التي نحياها في شهر الخير.. وعند كل صلاة نؤديها في مساجدنا في كل الأوقات.. بل على العكس من ذلك فإنه يعيننا على أن نكون اكثر اطمئناناً.. وأعظم روحانية في بلد الطُهر والتقى والحمد لله.. •• وبكل تأكيد.. •• فإن حضورنا الذهني.. وتيقظ جميع حواسنا.. لا يعفي الأجهزة المختصة في الدولة من القيام بواجباتها على أكمل وجه.. وذلك هو ما عودونا عليه باستمرار.. وهو ما تؤكد عليه الدولة يوماً بعد الآخر.. •• وكما أراد الله سبحانه وتعالى هذه البلاد مأرزاً للإيمان.. وللدعوة إلى الخير.. والمحبة.. والسلام.. فإنه لا بد وأن يكون لكل فرد فينا دوره في الحفاظ على هذه النعمة.. بعيداً عن "التواكل" أو "الاسترخاء" أو "الطيبة" التي لا مبرر لها.. •• ذلك أن الأوطان لا تُحرس.. ولا تُحمى.. ولا تؤمن سلامة أهلها بالاعتماد على النوايا الطيبة فقط.. وإنما بالعمل المتواصل على درء الخطر عنها قبل وقوعه.. ونسأله تعالى أن يجنبنا شرور الأشرار.. وأن يعيننا على صيام الشهر الكريم .. وقيامه.. وأن يحمينا.. وينصرنا على كل من يريد إلحاق الضرر بنا.. والحمد لله رب العالمين.. • ضمير مستتر : •• كما أن هناك أطهاراً في كل المجتمعات.. فإن هناك أشراراً لا يمكن الاستهانة بهم والغفلة عنهم..

مشاركة :