سوء الإدارة.. سبب كل الكوارث - هاشم عبده هاشم

  • 1/7/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

•• مرة أخرى.. •• أكدت لنا مأساة حريق مستشفى جازان المحزنة.. أن لدينا أكثر من مشكلة حادة.. وعلى مستوى البلد كله. •• أول وأبرز هذه المشكلات هو.. سوء الإدارة.. •• ولهذه المشكلة المتجذرة مظاهر.. كما أن لها أسباباً.. وأنه بدون إزالة تلك الأسباب فإن البلد كله سيظل معرضاً للخطر بدرجة أو بأخرى.. •• بعض مظاهر سوء الإدارة.. يتمثل في الأداء الروتيني التقليدي للمهام والمسؤوليات.. وغياب المتابعة بالوقوف على مختلف أوجه المرفق الذي يُدار فقط من خلف المكاتب.. وإجادة التوقيع على المعاملات الورقية وتجميع الصلاحيات في يد المدير الأعلى.. وعدم التنبه إلى أوجه الخلل الموجودة في المرفق الذي يُدار بالبركة وبعناية الله فقط.. بأساليب عقيمة.. وبتلقائية عجيبة.. وبعيداً عن المحاسبة.. والملاحظة ومعالجة الأخطاء.. وهو ما يسود ويعم جميع العاملين في المرفق.. يأتي من يأتي .. ويغيب من يغيب.. وتتراكم المعاملات فوق المكاتب.. وتتعطل مصالح الناس.. ولا أحد يراقب جوانب الصيانة ومصادر الخطر في المنشأة أو المرفق في المركز فما بالنا بما يحدث في الفروع الأبعد فالأبعد.. •• وليس من باب التبرير أن نقول.. إن مظاهر الفساد وسوء الإدارة يكونان في كثير من الأحيان نتيجة طبيعية لحالة الاحباط التي يمر بها المدير .. أو المدير وموظفوه نتيجة عدم الاستجابة لمطالبهم بالإصلاح.. أو باعتماد مبالغ مالية لأغراض التحسين والتطوير وتلافي الأخطار مثل مسائل الصيانة.. أو بعدم صرف الاستحقاقات النظامية لفترات طويلة.. سواء للعاملين أو للمقاولين أو أصحاب الحقوق المختلفة.. •• هذا الإحباط يؤدي في كثير من الأحيان إلى تبلد المسؤول وقتل روح المبادرة عنده، كما يضعف موقفه أمام موظفيه.. أو مع أصحاب الاستحقاقات.. ويجعله مجرد واجهة.. (لا تهش.. ولا تنش) وبالتالي فإنه يتحول إلى قطعة أثاث جامدة.. في الوزارة.. أو المرفق.. أو الإدارة.. وتضيع المسؤولية.. بين التهاون والتراخي واللامبالاة.. فيؤدي ذلك إلى الكثير من الكوارث ويختفي الشعور بالمسؤولية تماماً.. •• تلك مشكلة حقيقية تعيشها الإدارة الحكومية لدينا من مستوياتها الإدارية العليا وحتى مستوياتها الدنيا.. ولذلك نسمع الكثير من الوزارات وهي تبرر قصورها أو عجزها أو تدني مستوى الخدمات فيها.. بعدم استجابة وزارة المالية لما تريد.. أو تأخرها في صرف مستحقات العاملين أو أصحاب الحقوق.. •• كما نسمع بعض مديري المصالح وهم يشكون نقص الصلاحية وتمركزها في يد الوزير.. أو المدير العام.. أو مدير الدائرة.. وذلك صحيح في بعض الأحيان.. ومجرد شماعة يلجأ إليها المديرون أو المشرفون الأقل كفاءة والأكثر تشبثاً بالمنصب والأقل تحملاً للمسؤولية.. •• وأنا اعتقد أن مثل هذا الوزير.. أو المدير.. أو المسؤول الذي يجأر بالشكوى.. ويكتفي بالصراخ.. ولا يوفر حلولاً.. أو مخارج من المشكلات.. جدير به ان يستقيل ويغادر موقع المسؤولية على أن يظل عديم الفاعلية وغير قادر على إيجاد البدائل.. وقيادة المرفق إلى الكارثة وتعريض حياة الناس للموت ومصالحها للخطر.. •• ولست أدري حتى الآن إن كان هذا الوصف ينطبق على حالة مستشفى جازان ام لا؟ لأننا لم نسمع شيئاً عن نتائج التحقيق حتى الآن.. لكنني اعتقد أن حالة سوء الإدارة طاغية في كل مرافقنا.. وأجهزتنا.. وأن تصحيح هذا الخلل الكبير لا يعالج فقط بإقالة وزير أو مدير أو مسؤول والاتيان بغيره.. وإنما بإزالة الأسباب المتجذرة لسوء الإدارة وتداخل الصلاحيات ومركزية القرار أولاً وأخيراً. ضمير مستتر: •• لا تتقدم الدول والشعوب خطوة واحدة إلى الأمام.. إذا لم تكن الإدارة متطورة.. ونظام العمل لا يخضع لمشيئة الفرد وأهوائه..

مشاركة :