ماذا وراء هوس الموضة؟ - سهام عبد الله الشارخ

  • 12/17/2013
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

هاجس ملاحقة الموضة، وتقليد النجوم والمشاهير أصبحا حالة عالمية، ونحن جزء من هذه الحالة، فمن يشاهد تهافت الناس من الجنسين وخصوصا من فئة الشباب على اقتناء منتجات المصممين حتى وإن كانوا من ذوي الدخل المتوسط يجده أمرا ملفتا، فما الذي يجعلهم يحتملون ضغوطا مادية لمجرد الرغبة في الظهور بصورة ما، أو التباهي بامتلاك قطعة ملابس أو حقيبة أو غيرها لأنها تحمل شعار مصمم ما؟! ولأن هذا الهوس أصبح داء عالميا، فإن بعض التقارير تتحدث عن نهايات مأساوية لبعض الشباب والشابات نتيجة الديون التي تراكمت عليهم بسبب عادات الشراء المرضية، وبسبب تأثرهم بحياة وسلوكيات النجوم والمشاهير وما تبثه وسائل الإعلام. وبغض النظر عن المبررات التي تساق عن جودة تلك المنتجات وروعة تصاميمها وهي لا شك مبررات منطقية إلا أنها لا يمكن أن تفسر وحدها هذا الهوس! لقد تبين من خلال بعض استطلاعات الرأي حول الدوافع الكامنة وراء الولع بشراء القطع المرتفعة الثمن ذات التصاميم العالمية أن المسألة أحيانا ترتبط بالكيفية التي ينظر فيها الأفراد في المجتمع إلى أنفسهم وإلى الآخرين، وإلى ما يمكن أن يمنحه المظهر من قيمة ورضا لهم، وكأن ارتداءهم الملابس والكماليات الباهظة يجعل الآخرين ينظرون إليهم بمنظار مختلف بمعنى أنها مسألة تتعلق بتقدير الذات، وأحيانا أخرى لها علاقة بوفرة المال والرغبة في إبراز القدرات المادية، أو تعويض نقص ما، أو بسبب الاضطرار إلى مجاراة الأقران والخضوع لضغوط المجتمع. هل لدى الأغنياء من الناس هذا الولع ؟ من التصورات الخاطئة عند الناس أن الأغنياء يميلون دائما إلى ارتداء الملابس الغالية، وقيادة السيارات الفارهة وغيرها من مظاهر الغنى، ولكن الحقيقة ليست كذلك، فكثير منهم لايحبون إثارة الانتباه، ولا إظهار الثراء، بل لايهمهم ما يقال عنهم، وحتى عندما يلبسون الغالي من الثياب فإنهم لا يتعمدون الظهور والبهرجة وقد قرأت لمصمم مبتدئ كان يرتاد بعض دور الأزياء العالمية في كاليفورنيا أن الأثرياء الحقيقيين لم يكونوا يتسوقون منها! (ستيف سيبولد) مؤلف كتاب (كيف يفكر الأغنياء) توصل بعد سلسلة طويلة من المقابلات وعلى مدى عقود مع عدد من أغنياء العالم العصاميين إلى استنتاج مفاده أن منظور الأغنياء عن المال يختلف عن وجهات النظر التي يعتقدها الناس من الطبقة الوسطى، فهو يعني بنظرهم الحرية وعدم الحاجة إلى الخضوع لأحد، وهي الدافع لهم لبناء وزيادة ثرواتهم ولذلك هم لايحبون البهرجة، وفي مقابلة له مع إحدى السيدات صرحت بأنها وبالقياس على غيرها من الأثرياء لا تملك ملابس لمصممي الأزياء ولا مجوهرات ثمينة جدا، فالأغنياء حسب ما استنتجه المؤلف على عكس العاديين من الناس يعيشون بأقل من إمكاناتهم، ويحبون التعليم أكثر من الترفيه!

مشاركة :