مضايا بلدة سورية تتبع منطقة الزبداني في محافظة ريف دمشق وتقع شمال غرب دمشق في منطقة جبلية وتعد مصيفًا رئيسًا هامًا في سوريا ويبلغ عدد سكانها حاليًا مع النازحين لها من مناطقهم فرارًا من الحرب حوالى 40 ألف شخص، وقد كانت من أوائل البلدات التي نادت باسقاط نظام الطاغية بشار فقام بتسليط الجيش السوري عليها واستهدافها بقصف مدفعي وجرت فيها معارك ضارية كونها منطقة استراتيجية هامة عسكريًا وجغرافيًا وذلك لتأمين الحدود مع لبنان، وتمكن الجيش الحرّ من تكبيد جيش الطاغية خسائر فادحة في هذه البلدة فتم استهداف هذه البلدة الصغيرة براجمات الصواريخ وقتل عدد من سكانها وتدمير بنيتها التحتية حتى تم الوصول لاتفاق بين الجيشين السوري الحر والسوري النظامي لانسحاب الطرفين من البلدة فعاد أهالي البلدة لها. بعد عودة الأهالي لها قبل عام، سلط عليها الطاغية مليشياته المجرمة لمحاصرتها وواصل اسقاط البراميل المتفجرة عليها صباح مساء فقتل المئات من سكانها، أما من كتب لهم البقاء على قيد الحياة فقد منع عنهم الغذاء والماء والدواء، كما تم منعهم من مغادرة البلدة إلا بعد تسليم كل ممتلكاتهم للمليشيات، كيف لا ومضايا والزبداني تمثل منطقة استراتيجية له على طريق لبنان وبقاؤها خارج السيطرة فيها تهديد له، فأمر بمحاصرتها وقتل ابنائها بالجوع ومَنع فرق المنظمات الدولية والأممية من الوصول اليهم. الصور التي نقلتها وسائل الإعلام عن سكان مضايا مرعبة والقصص التي نقلها الإعلاميون الذين تمكنوا من الدخول لتلك البلدات مفجعة، لم يصدق كثير من الناس أن هؤلاء الجوعى الذين يتساقطون موتى يومًا بعد يوم بسبب الجوع والعطش لا يبعدون سوى كيلومترات قليلة من الطاغية وزمرته الذين يعيشون في دفء ورفاهية داخل الفنادق الفخمة في دمشق، وقد ذكرت إحدى الصحفيات بأن ورقة سلّمت لها من أحد السكان الذين يعيشون على مشارف دمشق كتب فيها استعطافهم للمفتي العام بسوريا ليجيز لهم أكل موتاهم، وآخرين طلبوا العفو من منظمات حقوق الحيوان لأنهم اضطروا إلى أكل القطط والحيوانات لعدم وجود الغذاء. ليس من الانصاف إلقاء اللوم فقط على طاغية الشام وإتهامه بقتل هؤلاء الأبرياء وتجويعهم، بل اللوم يقع أيضًا على جميع المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان وغيرهم من الجهات التي شبعنا من تصريحاتها ومن اجتماعاتها ومن مبادراتها التي لازالت تراوح مكانها منذ عدة سنوات بحثًا عن حلول سلام من أجل طاغية واحد فقط. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :