جدة -; كمال مصطفى : استهل الشيخ عبد الرحمن الراجحي جلسة الديوانية موضحا أن الصحبة الصالحة يتعلم منها الإنسان كثيرا من التجارب وكثيرا من دروس الحياة ايا كان مجال عمله رجل أعمال أو دين أو أدب. ومن هنا يمكن القول أن الرفقة الصالحة نتمناها جميعا لأن الإنسان على نفسه بصيرا ولو القى معاذيره. وأضاف الراجحي ان الصحبة الصالحة تبدأ من الوالدين في بداية النشئ فعندما يكون الوالدان صالحين فتلك نعمة كبيرة يتعلم منها الأبناء وهنا نستشهد بقول الله تعالى (وكان ابوهما صالحا ) . وقال الراجحي ” إن من اجمل تجارب الرفقة الصالحة التي وجهتني الى الطريق الصحيح هي والدي وأخي سليمان الذى علمني صنعة المصارف إضافة الى فضيلة الصبر والجلد والاستقامة والانضباط وهى الخصال الحميدة التي ساعدتني واسعدتني في مسيرة حياتي”. ثم تحدث الدكتور احمد الغامدي مؤكدا على ان الصحبة الصالحة كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير -; فحامل المسك اما ان يحذيك -; او تبتاع منه -; واما ان تجد منه ريحًا طيبة -; ونافخ الكير اما يحرق ثيابك -; او تجد منه ريحًا خبيثة ). وأضاف الغامدي ان الصحبة الصالحة ، والرابطة الأخوية هي من أهم ما يحافظ على شبكة العلاقات الإجتماعية لما لها من أثر في نفوس الأفراد الذين تجمعهم الصحبة الصالحة لأن الصاحب الصالح دائما ناصح لك ومرشدًا لكل سبل الخير ومواطن العفة والكرامة، ويساعدك على التخفيف من شعورك بالوحدة والتخفيف عليك من مشكلاتك ومواساتك في آلامك واتراحك ومشاركتك في افراحك. وتحدث الدكتور حسن غزنوي مشيرا إلى أن الصاحب الصالح هو من يعمل دومًا على تعزيز حب الخير في نفسك، ويقوي فيك الدافعية نحو طاعة الله ويرشدك إلى سبل النجاح والترقي في سلم الحياة نحو الأفضل . وأضاف د.غزنوي ان الصحبة نوعان : ١/ صحبة في الحضر ٢/ صحبة في السفر فالصاحب الصالح في الحضر هو الذي تلتقي به دومًا من خلال المعايشة اليومية فتجده ملازما لك مشاركًا لك عند إحتياجك له في مواقف الحياة التي تمر بها. واما الصاحب في السفر فقد سمي السفر سفرًا لأنه يسفر عن أخلاق الرجال -; والصاحب الصالح تجده دوما يدلك على فعل الخيرات وإجتناب المنكرات ويذكر صاحبه اذا نسي بتقوى الله بعكس الصاحب السوء وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في السفر(وانت الصاحب في السفر). من جانبه تناول الأستاذ محمود الأسدي قنصل عام فلسطين اهمية الصحبة الصالحة، موضحا أن ثواب الصحبة الصالحة عظيم يوم القيامة كما قال تعالى ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانًا على سرر متقابلين ).حتى في الغرب لديهم قول مأثور” قل من تصاحب أقل لك من انت” ولذلك فان الصاحب العدو الذي ذكره الله في الاية يوم القيامة كان في الدنيا يامر صاحبه بالسوء والفحشاء وارتكاب المعاصي -; فانهم يتناكرون يوم القيامة -; إلا من كانت صحبتهم في الدنيا على تقوى الله. ثم تناول الأستاذ سليمان النملة إبراز أهميه الصحبة الصالحة لان مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير قائلا “ونحن جميعا ان شاء الله من حاملي المسك، وان شمًنا أصحابنا وأصدقائنا قالو نعم الرائحة ونعم الصحبة “، اما نافخ الكير فيفسد ملابسه وينفر منه أهله وذويه وكذلك الملائكة بسبب رائحته الكريهة”. واستشهد النملة بقول الله تعالى : ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) ثم استشهد ببيت الشعر لعدى بن زيد الذى يقول فيه “عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدى” .ثم اختتم الشيخ عبد المحسن الراجحي موضوع الديوانية داعيا الله عز وجل أن يوفقنا لصحبة الأخيار وإجتناب صحبة الأشرار فالعاقل هو من يتخير من يصاحب ومن يصادق فكما يدل الصاحب على صاحبه فإنه يكون أيضا مرآه له” ، وهو ما أكدته مداخلات عدد من ضيوف الديوانية الذين شددو على أهمية نصح كل أولادنا لإختيار الرفيق الصالح.
مشاركة :