•• لا أعتقد أن سعودياً أو سعودية واحدة لا يتذكر في مثل هذه الأيام الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز وقد طافت بنا ذكرى وفاته منذ بضعة أيام.. •• وإذا كان هناك ما جعلنا نتحمل - أكثر من غيره - فراقه منذ أن اختاره الله إلى جواره قبل سنة من الآن.. فهو انه ترك وراءه شعباً وفياً يذكر له أعمالاً جليلة قدمها من أجله وفي خدمة وطنه.. ثم انه ترك فينا الملك سلمان (يحفظه الله) الذي تحمل - من بعده - هذه الأمانة بكل اقتدار، لذلك فإنه لا تكاد تمر علينا مناسبة إلا ويذكره بكل الخير ويدعو له بالرحمة والمغفرة ويصبرنا على فراقه.. •• كما أنه ترك لنا (يرحمه الله) من الأفعال والأقوال ما لا يمكن أن ننساها ما حيينا ومن ذلك قوله في حياته «لا تنسوني من الدعاء» في أول لقاء له بمواطنيه بعد عودته من رحلته العلاجية الخارجية عام (1432ه).. فكيف إذاً ننساه؟ ثم كيف لا نتذكره في صلواتنا.. وعند دعائنا.. في كل الأوقات؟ •• لقد كان (يرحمه الله) بالنسبة لنا في هذا الوطن الوفي بمثابة الأب.. والإنسان.. والقدوة.. في حنانه.. وفي رعايته.. وفي الخوف من الله.. وفي النقاء وصفاء السريرة وفي العمل الصالح.. وفي العطف على الصغير قبل الكبير وعلى الفقراء والمساكين والبسطاء.. قبل غيرهم.. لأنه نسيج فريد في نبله.. وانسانيته.. وحدبه على الجميع.. وقبل كل ذلك في قربه من الله سبحانه وتعالى.. وخوفه على كل واحد فينا.. وسهره على راحتنا.. وسعيه الدؤوب لإسعادنا.. والحفاظ على بلادنا آمنة مطمئنة.. كما تسلمها ممن سبقوه من ملوك منحوا هذه البلاد وأهل هذه البلاد حشاشة قلوبهم.. ورجاحة عقولهم.. وصدقهم مع الله.. ومخافتهم على وطن الرسالة الأعظم كما سلمها لهم مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز (يرحمه الله رحمة الأبرار ويسكنه فسيح جناته) •• ونحن كمواطنين.. عندما نتذكر عبدالله بن عبدالعزيز في غدونا ورواحنا.. في نومنا.. ويقظتنا.. فإننا نتذكر الإنسان الذي غذى عقولنا ومشاعرنا ونفوسنا بأصدق المشاعر تجاهه.. وبأروع صور العرفان لما قدمه لنا.. وتركه فينا ولا يمكن لأي منا أن ينساه ما بقيت فينا عروق تنبض.. وعقول تعترف له.. ولكل ملوكنا الذين سبقوه بالفضل.. والعرفان.. وتلك هي طبيعة الشعوب الوفية لقيادتها.. ورموزها.. الذين آثروها على نفوسهم.. وجاءوا على صحتهم لكي تعيش شعوبهم كل صور الرخاء والطمأنينة.. وتشهد أوطانهم كل أسباب التقدم والنماء كما فعل لنا فقيد هذه الأمة (عبدالله بن عبدالعزيز).. وكما ترك لنا الكثير مما لا يمكن نسيانه له في يوم من الأيام.. •• ذلك أنه (يرحمه الله) ضحى بصحته.. وقدم عمره ليس لهذا الوطن وأهله فحسب.. وإنما لكل أبناء الأمتين العربية والإسلامية.. والجميع على دراية تامة بما قدمه.. وبما ضحى به.. وبما تركه فينا.. ومن حقه اليوم علينا أن نذرف عليه دمعة مخلصة.. وأن يتردد صدى فقده داخل عقولنا وقلوبنا ومشاعرنا.. فلندعُ له بالرحمة .. وأن يجعله من رواد الجنة.. وأن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ويمتعه بالصحة والعافية ويحقق لهذا الوطن على يديه المزيد من الخير والتقدم والازدهار.. بعد كل ما رأيناه منه خلال عام واحد من أعمال ضخمة وكبيرة تدعو الجميع إلى التفاؤل وترسخ في عقولنا ومشاعرنا كل معاني الطمأنينة وتفتخ أمام شبابنا أبواب الأمل واسعة نحو مستقبل هانئ.. والحمد لله رب العالمين. *** •• ضمير مستتر: •• الشعوب الوفية لا تنسى من دفعوا أرواحهم ثمناً لإسعادها وطمأنينة أوطانها.
مشاركة :