•• قلت قبل هذه المرة.. •• إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يرحمه الله رحمة الأبرار) حاضر في عقولنا.. وبين حنايانا.. ما بقينا على وجه الأرض.. ليس فقط لأنه قدم لنا حشاشة عمره قبل رحيله.. وإنما لأنه رسخ كذلك في نفوسنا وداخل مشاعرنا كل معاني الحب والصدق والتلاحم والوطنية.. •• فهو إنسان قريب من الله سبحانه وتعالى.. ولصيق بأحاسيسنا.. •• فكيف يمكن لنا أن ننساه.. وقد طالبنا بالدعاء له في حياته.. فكيف لا نرفع أكف الضراعة لله سبحانه وتعالى بأن يسكنه الجنة ويفيض عليه من النعيم المقيم.. في كل وقت وحين. •• واليوم على وجه التحديد.. •• اليوم ونحن نحتفل بافتتاح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" في دورته الثلاثين.. فإن صورته.. وكلماته.. وحركاته.. وسكناته تحضر أمامنا بقوة.. لأنه هو من أنشأ هذا المنتدى وجمع فيه شتات الأمة.. بعيداً عن الطائفية.. والمذهبية وقريباً من التلاقي بين حضارات الأمم الممتدة.. •• كيف لا.. وهو الذي دعا العالم بأسره إلى الوحدة الإنسانية.. وتوظيف الفكر في خدمة البشرية جمعاء.. •• لقد فتح الملك عبدالله (يرحمه الله) الكثير من الأبواب المغلقة محارباً العزلة الفكرية.. وكل الضلالات التي تقود الإنسان إلى الغواية فالجحيم.. وناشد المجتمع الدولي.. من مكة المكرمة.. ثم جنيف.. ثم من الأمم المتحدة.. لتجسيد الفجوة بين أرباب الأديان.. وتقريب البشر من بعضهم البعض.. وتوحيد أهدافهم نحو إعمار الكون.. •• إن مهرجان الجنادرية.. لم يكن مجرد فعاليات ثقافية سنوية يلتقي فيه قادة الرأي والفكر والعلوم من مختلف فجاج الأرض لتجسيد رؤية الملك الصالح والمصلح (يرحمه الله) نحو تعظيم حياة الإنسان.. والارتقاء بمختلف شؤونه.. بل كان على الدوام جرس إنذار لإيقاظ همم الشعوب نحو جميع المخاطر التي تُحدق بها وتتطلب حداً أعلى من الوعي.. ونصاعة الفكر.. والعمل الصادق من أجل بناء حضارة مستوعبة لطموحات الإنسان.. وقائمة على المحبة وترسيخ القيم والمبادئ العليا.. وإثراء المعرفة الإنسانية بكل ما هو بناء ومفيد.. •• واليوم وقد اجتمع في عاصمة القرار.. والسلام.. والأمن.. والعزم.. والحزم.. والقوة.. قادة الرأي والعلم من كل مكان في هذا العالم.. إيذاناً ببدء أنشطة وفعاليات المهرجان التي تركز على توثيق عرى المحبة بين الشعوب.. وتستنفر قدراتها لصنع المستقبل الأفضل لأجيالها القادمة.. فإنه لابد وان نقف وقفة إنسان واحد.. نؤكد فيها لفقيد الإنسانية بأننا لم ولن ننساك.. وأننا لن نتوقف عن الدعاء لك ولمن تركت من بعدك.. لأنهم أوفياء.. وصادقون مع الله.. ثم معك.. ومع المبادئ التي عشت حياتك وانت تعمل على تطبيقها وإعلاء شأن بلدك وأمتك على أساسها.. ونطمئنك بأننا إن شاء الله تعالى بخير وأمان.. وأن العالم الذي كنت تحلم به.. سوف يكون ويتحقق في يوم ليس ببعيد على يد الرجل الذي ائتمنته.. فكان الملك والقائد الذي وجدت فيه الامة.. الإنسان الذي رفع رأسها وزاد طمأنينتها إلى المستقبل الذي نتمناه ونرجوه. •ضمير مستتر: •• العظماء.. لا يموتون بمغادرتهم الحياة.. وإنما يظلون أحياء بأعمالهم الكبيرة التي خلدتهم في العقول، وغرست محبتهم في القلوب إلى يوم تقوم الساعة..
مشاركة :