•• عندما حذر الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله ويسكنه الجنة.. من تمدد الإرهاب إلى كل مكان في هذا العالم.. وتحذيره بصورة أكثر تحديداً من وصول جرائمه إلى كل مكان في هذا العالم بعد شهر واحد من خطابه الذي ألقاه بحضور سفراء دول العالم المعتمدين لدى المملكة مساء يوم الجمعة 3/11/1435ه استغرب الكثيرون هذا التحديد الدقيق لانتشار هذا الوباء ولا سيما في أوروبا.. وظن البعض أن في ذلك مبالغة وتضخيماً لخطر جرائم داعش التي بدأت تنتشر وتتفشى بصورة ملحوظة.. •• واليوم وقد تأكد العالم كله.. وفرنسا على وجه التحديد بأن كلام الراحل العظيم كان مرتكزاً إلى حقائق ومعلومات وليس مجرد توقعات فقط.. ولا سيما بعد تفجير يوم الجمعة الماضي في مصنع "ايزير" بمدينة ليون الفرنسية.. فماذا عسى دول العالم أن تفعل.. وبالذات بعد أن تزامن وقوع هذا الحادث مع كارثة مأساوية شهدتها تونس الشقيقة وأدت إلى مقتل" 27" وجرح العشرات .. وكذلك جريمة مسجد "الصوابر" في الكويت الحبيب.. وأسفرت عن مقتل "27" إنساناً بريئاً وإصابة "227" لا ذنب لهم إلا أن يد الإرهاب المجرمة قد امتدت إليهم.. في أحد بيوت الله.. وفي أعظم الشهور وأكثرها روحانية وتعبداً. •• هذه الفظائع التي ترتكبها منظمات الإرهاب لم تعد تفرق بين مسلم وغير مسلم.. ولا بين عربي وأوروبي ولا بين أفريقي وآسيوي.. بل أصبح الإنسان في كل مكان هدفاً سهلاً يعملون على الوصول إليه وإلحاق أكبر الأضرار به.. •• أليس هذا أمراً محيراً.. ومثيراً للغرابة والدهشة؟ •• ثم من له مصلحة حقيقية من هز قواعد وأعمدة الاستقرار داخل الدول والعمل على اسقاط الأنظمة بصرف النظر عن طبيعة كل منها السياسية أو هويتها الثقافية؟ •• صحيح ان هناك من تحوم حولهم الشكوك.. سواء أكان هؤلاء من داخل منطقتنا أم من خارجها.. لكنه حتى هذه الدول أو الأطراف لن تكون في النهاية بمنأى عن هذا الإرهاب المسعور.. بعد أن تمدد بالصورة التي نراها.. وبعد أن انتشر بشكل أصبح يتهدد معه كل دول العالم ومجتمعاتها دون تفرقة أو تمييز. •• أقول إن هذا السعار الإرهابي لن يستثني أحداً .. لأنه أصبح حالة مرضية قابلة للانتشار .. وعدم التوقف.. كما أنه أصبح ثقافة متفشية داخل الأوطان.. ومن الخطأ أن يتصور من تعهدوا هذه الثقافة وبثوها أنهم يستطيعون تحقيق مخططاتهم القائمة على خلخلة الدول من الداخل وإضعاف بنيتها السياسية والثقافية وهز قواعدها الأمنية واسقاطها.. حتى يتمكنوا من إعادة رسم خارطة كونية جديدة لا مكان فيها إلا لأطراف بعينها.. •• هذا التصور الواهم سوف لن يتحقق على الإطلاق.. لأن سياسة اسقاط الدول.. بتدمير بناها التحتية الفكرية والاقتصادية والأمنية.. لن يتوقف على دول وشعوب بعينها وانما سوف يكتب نهاية لمن بذروا بذور الشر هذه في النهاية أيضاً.. •• لذلك أقول.. •• إن مصير العالم كله بات مهدداً بالفناء.. وإن جرائم القتل والتدمير وان تعددت أشكالها واختلفت دوافعها وأسبابها.. إلا أنها في النهاية ستؤدي إلى دمار شامل في هذا الكون.. وبالتالي فإن العمل على إيقافه يصبح مسؤولية دولية لا يجب التأخر في تحملها.. وعلى الدول المتنفذة في هذا العالم أن تتصدى لها بالحزم الذي تستحقه.. •• ومع معرفتي بأن منظومة الدول العشرين تركز على النواحي الاقتصادية.. بصورة أساسية.. إلا أنني اعتقد أن الظرف تحتم عليها القيام بدور فعال في مواجهة هذا الخطر الذي يتهدد العالم بأسره.. وإلا فأي أهمية للاقتصاد وأي إمكانية للحفاظ على معدلات تنموية جيدة إذا كان أمن الدول معرضاً للخطر.. ومصير شعوبها تحت رحمة الإرهاب. •• فهل تتحرك دول العالم في هذا الاتجاه.. أو في أي اتجاه آخر يوقف هذه المآسي.. ويحول دون فناء العالم؟! • ضمير مستتر : •• هناك من يصنعون "الرعب" وهناك من يستثمرونه.. وهناك من يستمتعون برؤيته.. وهناك من يدفعون ثمنه في كل لحظة.. لكن الجميع في النهاية سيدفع هذا الثمن الباهظ..
مشاركة :