التحالف مع الصين لماذا؟ - هاشم عبده هاشم

  • 1/19/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

•• لم يكد الرئيس المكسيكي "انريكي بينيا نييتو" يغادر الرياض بعد زيارته للمملكة يوم السبت الماضي.. حتى بدأت عاصمة الحزم، تستعد لاستقبال الرئيس الصيني "شي جي بينغ" اليوم.. في واحدة من أهم الزيارات التي يترقب الجميع نتائجها باهتمام كبير.. لأسباب عديدة وجوهرية. •• ونحن وإن كانت علاقاتنا مع دول أميركا الجنوبية قد شهدت نمواً مضطرباً في الآونة الأخيرة وبالذات في المجالات الاقتصادية والبترولية والبعثات الطلابية.. إلا اننا - وفي إطار توسيع دوائر أوجه التعاون - نشعر بأهمية المكسيك بالنسبة لنا أيضاً.. سواء بصورة مباشرة وعبر علاقات ثنائية وطيدة تحقيقاً للمزيد من تنسيق السياسات البترولية وتعزيزها أو من خلال التعاون المتزايد بين دول مجلس التعاون، وبين منظومة دول أميركا الجنوبية بشكل عام وشامل. •• أما بالنسبة للصين الشعبية.. فإن رحلة الملك سلمان الأخيرة إليها في شهر مارس من العام الماضي عندما كان ولياً للعهد.. قد وضعت أساساً مهماً لانطلاقة محسوبة لهذه العلاقات في المجالات العسكرية.. والتجارية.. والأمنية.. والسياسية.. حيث تكللت آنذاك - كما أذكر من خلال مشاركتي في مرافقته في هذه الزيارة يحفظه الله - بالتوقيع على (4) اتفاقيات مهمة.. وبتوجيه الدعوة للرئيس الصيني لزيارة المملكة.. وها هي تتم الآن.. •• صحيح ان علاقاتنا الدبلوماسية مع بكين قد بدأت في وقت متأخر.. وتحديداً في العام 1990م بافتتاح سفارتي البلدين في العاصمتين بعد أن كانت تجارية فقط قبل ذلك.. وأن صفقة الصواريخ المعروفة التي تمت بين البلدين قد عززت هذه العلاقات.. إلا أن زيارة الرئيس "شي" الحالية تكتسب أهمية قصوى هذه المرة.. باعتبارها أول مرة يزورنا فيها.. وباعتبار انها تأتي في ظروف اقليمية ودولية وأمنية وسياسية واقتصادية شديدة التعقيد، وتحتاج إلى تنسيق عضوي وشامل ومثمر بين العاصمتين (الرياض وبكين). •• وهذا يعني ان علاقات البلدين مرشحة بعد اليوم لما هو أكبر من الشراكة الاقتصادية أو التعاون التجاري أو العسكري المحدود حتى الآن.. •• وبمعنى آخر.. •• فإن هناك إمكانية كبيرة لكي تلعب بكين دوراً أكثر فعالية في الاحداث والتطورات الراهنة التي تشهدها المنطقة.. أو في التوجهات الجديدة للمملكة نحو تحول كبير في السياسات والمواقف وإعادة بناء المصالح مع الدول الكبرى.. وفي مقدمتها الدول الخمس الاعضاء في مجلس الأمن.. والصين على وجه التحديد.. وبالذات بعد أن وقفت معنا مواقف مشرفة في مواجهة الأخطار التي تتهدد سلامة المنطقة وآخرها موافقتها على القرار الأممي الصادر من مجلس الامن بحق الحوثيين وصالح، وما يقومون به في اليمن وضد الشعب اليمني والشرعية اليمنية.. ذي الرقم (2216) وإدانة الاعتداءات الإيرانية على قنصليتنا في مشهد وسفارتنا في طهران.. •• وإذا كان هناك ما استجد الآن.. سواء على الساحة السورية.. أو اليمنية أو الإيرانية أو بالنسبة للقضايا الأخرى وفي مقدمتها المنظمات الإرهابية وما تقوم به من أعمال عنف في مختلف انحاء العالم وآخرها ما وقع في تركيا.. واندونيسيا.. وبوركينا فاسو.. فإنه لا بد وأن يكون لبكين دور مباشر في حسم هذه القضايا نظراً لارتباط مصالحها القوية معنا.. ونتيجة لأهمية مشاركتها لنا في التحالفات الجادة للقضاء على الإرهاب.. والتصدي لسياسات التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.. والحيلولة دون المضي في تنفيذ خرائط جديدة للمنطقة لا مصلحة فيها لشعوبها.. ولا لدول وشعوب العالم الأخرى.. •• والمملكة والصين تملكان الكثير من عناصر القوة.. وتبادل المصالح الحيوية.. ومنع استمرار مداهمة الأخطار لمنطقتنا.. وتهديدها لكافة دول العالم دون استثناء.. •• وما أتوقعه هو أن تسفر هذه الزيارة المهمة عن بحث جاد ومحوري في أفضل الطرق لبناء تحالف عضوي مع المارد الصيني ليس بالضرورة بديلاً عن أي تحالفات استراتيجية أخرى.. وانما لإقامة المزيد من الجسور مع الدول المؤثرة والتي تحترم إرادة دولنا وشعوبنا وتتبادل معنا المصالح وتشاركنا العمل على تأمين المنطقة والعودة بها إلى حالة الاستقرار التي افتقدتها.. وبمصداقية أعلى.. •• ونحن وإن كنا نحتاج الصين في مرحلة التحول التي نحن بصددها أكثر من أي وقت مضى.. فإن الصين من اليوم تستطيع ان تبني مصالحها معنا على نحو أكبر وأوسع.. فلنا ولهم مصلحة حقيقية لمثل هذا التعاون الاستراتيجي بعيد المدى.. وهو ما تمت من أجله هذه الزيارة المهمة. *** ضمير مستتر: •• المصالح العليا تقود الدول إلى بناء صداقات موثوقة تأميناً للسلامة العامة ودفعاً للمؤامرات عليها..

مشاركة :