•• تابعت ما نشر خلال الأيام القليلة الماضية حول موضوع التجنيد الإجباري للشباب في مراحل سنية معينة.. وبالذات في ظل تزايد الأخطار والتحديات التي تواجه بلادنا.. وتفرض مستويات عالية من الجاهزية وتحمل المسؤولية دفاعاً عن الوطن وحفاظاً على المكتسبات التي تحققت لنا.. وتأميناً لسلامة مقدساتنا العظيمة. •• ولاشك أن الدعوة مخلصة وصادقة ولا غبار عليها وبالذات في ظل المشاعر الجياشة التي رافقت انطلاق "عاصفة الحزم" بقرار سعودي شجاع ومسؤول.. ومشاركة خليجية وعربية وإسلامية كبيرة ودعم دولي غير مسبوق.. •• حيث شعر المواطنون هنا.. بل وكل عربي ومسلم أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قد جمع الأمة بعد تفرُّق.. وبعث الأمل فيها من جديد بأنها تملك إرادتها وتتخذ قرارها وأنها قادرة على المواجهة لكل الأخطار بعد أن وصلنا إلى مرحلة اليأس بأن تقوم لنا قائمة بعد اليوم.. (!!) •• وحل محل الشعور بالطمأنينة والأمان إحساس بالضعف بعد أن أوشكت المنطقة على الانهيار تماماً.. •• في ظل هذه المشاعر الحماسية برزت الدعوة من جديد إلى ضرورة الأخذ بنظام التجنيد الإجباري أو لِنَقُل التدريب على حمل السلاح في إطار التعبئة المطلوبة لمواجهة كافة الاحتمالات.. •• وكما قلت في البداية فإن الدعوة صادقة.. •• لكن النظر إلى الموضوع من مختلف الأبعاد.. وفي ظل حالة الاختطاف التي يتعرض لها الشباب العربي والمسلم.. منذ مشكلة أفغانستان وما تمخض عنها من ظهور منظمة القاعدة وحتى بروز داعش وأمثالها من المنظمات الإرهابية.. يستوجب التفكير بصورة مختلفة.. •• فقد أصبحنا اليوم نعيش واقعاً مأساوياً جديداً.. وعرف أعداء هذه الأمة كيف يحاربوننا من داخلنا.. وكيف يجندون شبابنا للعمل ضد أوطانهم.. بل وضد عقيدتهم.. وأصبحنا نُقاتل بعضنا البعض.. ونحقق لأعداء هذه الأمة كل أهدافهم دون أي تكلفة يدفعونها.. •• هذا الوضع يفرض علينا التفكير في بدائل أخرى.. غير حمل السلاح.. لسبب واحد هو أن الوطنية وصدق الانتماء.. يمكن أن يتحققا بالمزيد من التلاحم.. وتنمية روح المسؤولية واستثمار العقل.. وإعادة صياغة تفكير الأجيال بصورة بناءة.. ومنتجة.. وإيجابية. • ضمير مستتر: •• (بناء وتنمية الأوطان.. يتم بتوجيه الأجيال الإيجابي واستثمار قدراتها وتفجير طاقاتها الخلاقة وليس بإثارة مخاوفها وتيئيسها من المستقبل).
مشاركة :