إذا كانت العصابات المسلحة في سيناء التي ترفع راية الجهاد تريد أن تجاهد فعلاً ، فلماذا لا توجه أسلحتها إلى العدو الإسرائيلي الذي يقع على مرمى حجر منها ، بدلاً من أن توجهها إلى الجيش المصري الذي خاض العديد من المعارك المصيرية دفاعاً عن مصر وعن القضايا العربية ؟! لماذا يؤجل ( الجهاديون ) دوماً معركة فلسطين حتى الانتهاء من جميع معاركهم العبثية في الداخل ؟ ولماذا يضعون معركة القدس الشريف والأقصى المبارك في أسفل سلم أولوياتهم ؟ لماذا يسكتون عن العدو الصهيوني ويقبعون في جحورهم في انتظار أية فرصة لإشعال حرب أهلية أو حرب عربية - عربية ؟ إذا أردت أن تصل إلى إجابات لكل الأسئلة السابقة ، ففتش عن المستفيد . والمستفيد من كل ما فعلته وتفعله حركات الإسلام السياسي التي يظهر بعضها الاعتدال ويبطن التطرف والتكفير ويؤمن بالحاكمية ولا شيء سوى الحاكمية ، هو إسرائيل ومن ورائها أمريكا . لقد نشطت العصابات الإرهابية في سيناء بشكل لم يسجله التاريخ من قبل بمجرد عزل الرئيس فاقد الشرعية محمد مرسي نتيجة الثورة الشعبية التي تجاوب معها الجيش . ولقد توسعت العمليات والكمائن التي تستهدف رجال الجيش والشرطة ، كما تم الهجوم على دار الحرس الجمهوري عقب تصريحات القيادي صفوت حجازي عن نية الإخوان في التصعيد حتى (تحرير ) الرئيس محمد مرسي من مكان احتجازه . كل ذلك تم ويتم تحت لافتة الدفاع عن الشرعية ، والمطلوب أن يصدق الشعب المصري والشعوب العربية أن اللجوء إلى الإرهاب واستهداف الجيش والشرطة وإلقاء المراهقين من فوق أسطح المنازل ، هي الأساليب الكفيلة بالدفاع عن ( الشرعية ) ! إن الغايات النبيلة لا يمكن أن تتحقق عن طريق الوسائل الإجرامية ، وأنصار الديمقراطية لا يمكن أن يمارسوا القتل في سبيل تطبيقها . الإرهابيون لا يعترفون إلا بشرعية القوة ، والتحدي الأكبر الذي تواجهه مصر وربما المنطقة بأسرها الآن ، هو التحدي الأمني الذي سيوفر النجاح فيه ، فرصة استعادة كيان الدولة . لكن هل المواجهة العسكرية كافية لتحقيق النجاح في هذا الملف ؟ أم أن المسألة تحتاج إلى جهد فكري تصاحبه إرادة سياسية حقيقية في الإصلاح . الدولة المدنية هي الحل . anaszahid@hotmail.com anaszahid@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (7) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :