البيئة الناجحة أولاً! | سالم بن أحمد سحاب

  • 1/28/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شركة أبل الأمريكية مَثلٌ واضحٌ على ما يمكن أن تصنعه (البيئة) المحيطة من نجاحات غير مسبوقة في ميادين الإبداع والريادة والاقتصاد. إليكم توقعات أبل للربع الأول فقط من عام 2016م: • مجمل الإيرادات حوالى 76 مليار دولار في المتوسط. • النفقات التشغيلية في حدود 6 مليارات و400 مليون دولار. • هامش الربح الإجمالي حوالى 40%. • معدل الضرائب 26%. ما الذي تملكه أبل حتى يكون لها هذا الحجم المهول من المبيعات؟! ما هي أصولها الثابتة؟ لا شيء يقارن بعمالقة آخرين يملكون من الأصول الثابتة، ويوظِّفون أضعافًا مضاعفة من الأيدي العاملة مثل شركات الطيران، أو السيارات، أو الفنادق، أو المؤسسات المالية! كل الذي تقدمه أبل للعالم 4 منتجات ترتبط بالتقنية الشخصية للإنسان. هي آي فون، وآي باد، وكمبيوتر ماك، وساعة أبل، وتُدار هذه المنتجات بثلاثة أنظمة، أو برمجيات للتشغيل iOS، OSX، OS للساعة، وكلها متناغمة مع المنتجات الأربعة، وتمكِّن مستخدميها من الحصول على خدمات متقدّمة، تُعتبر من الاختراقات التقنية الرائدة بما في ذلك متجر أبل، وموسيقى أبل، والدفع من خلال أبل، وآي كلاود أو الخيمة السحابية. ليس المقال دعاية لأبل، لكن دعاية للبيئة التي تساعد على نجاحات أبل، وأخواتها من أمثال فيسبوك، وتويتر، وأوبر، ويوتيوب، ومايكروسوفت، وغيرها. المقصود باختصار إن جلب المؤسسات والشركات الناجحة للاستثمار في أيِّ بلد هو هدفٌ سامٍ وكبيرٌ وجميلٌ، لكن الأهم من ذلك كله جلب البيئات الناجحة إلى البلد نفسه. صنع النجاح الحقيقي كامن في تبني (الخلطة) السحرية التي لا بد منها؛ كي تكون (الطبخة) ناضجةً وشهيةً في الوقت نفسه. وتلكم دعوة للبحث دائمًا عن أسباب الإخفاق التي تحول دون قيام نجاحات كبيرة من هذه الشاكلة أو تلك! هل هي بيئة طاردة؟ وإلى متى تستمر بعض البيئات تبحث عن استثمارات الآخرين، ولا تصنع من داخلها نجاحات تبهر الآخرين؟ وأمّا تعريف البيئة الناجحة، فعلمٌ كبيرٌ وعميقٌ. لكن الزعم بأن جهة واحدة هي أَعْرَف، وأعْلَم، وأَذْكَى هو أول الطريق نحو الإخفاق، مع سبق الإصرار، وربما وهم لا يعلمون!! salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :