حوار بين أشكال الفن التقليدي والمعاصر، تنظمه منصّة «فاوندري» في دبي، باستضافتها أربعة معارض فنية، تتباين فيها الأعمال بين فن التصوير والمجسّمات والأعمال التشكيلية، وكذلك الرموز غير القابلة للاستبدال. وتعكس الأعمال الموجودة في المعرض الذي يستمر حتى 23 فبراير، أكثر من لغة في الفن، فيتنقل المتلقي بين معرض خاص بمطبوعات الفنون الجميلة المستوحاة من مجموعة ثيبولت كادرو الحصرية، إضافة إلى الرسومات، والصور الفوتوغرافية التي تبدو وكأنها مأخوذة من مدن خيالية. ويقدم المصور الفوتوغرافي الإيطالي أنطونيو سابا، رؤيته للزمن والجمال، من خلال صوره التي تحمل منحى السيريالية، إذ يلتقطها بأسلوب يصور من خلالها عالماً حالماً، يبدو أنه متخيل في البدء، أو مصنوع من حكايات خيالية. يمنح سابا الحضور فرصة الانغماس في المعنى الشاعري للحياة والأماكن، مع إضفاء نزعة من الخيال في بعض الأحيان، كصورة الفتاة التي تطير بالقرب من برج خليفة. وتحدث سابا عن معرضه، لـ«الإمارات اليوم»، وقال: «يضم المعرض مجموعة من الصور التي يمكن القول إنني تخيلتها وأنا في حالة اليقظة وليس الحلم، ويصل عددها إلى 16 صورة، وهي في الواقع لا تجسّد أحلامي، وإنما تخيلي للمواقع الجميلة التي زرتها والتقطها». ولفت إلى أنه عمل على تقديم الأفكار التي أحيانا تحتاج إلى شهور عدة كي تنضج، موضحاً أنه «يلجأ في بعض الأحيان الى استخدام الإضافات على الصور، من خلال برنامج (الفوتوشوب)، وذلك لضرورة تنفيذ الفكرة». فيما يشكل المعرض الثاني وعنوانه «أحلام داخلية.. أحلام كبيرة»، دعوة للفنانين للانضمام إلى النهضة الفنية المعاصرة، التي ترتكز على الرموز غير القابلة للاستبدال «إن إف تي». وتم اختيار القطع الموجودة في المعرض من قبل «إن إف تي واي دريمز، داو»، وهي تضم أكثر من 3000 قطعة فنية، تتنوّع فيها الوسائط والأساليب المستخدمة. وتحدث نيك كلياني، عن هذه المجموعة، وقال: «الأعمال الموجودة في المعرض ناتجة عن بناء منصّة تجمع الأعمال التي يمكن إطلاق عليها اسم (ديجيتال آرت)، أو (أن إف تي)»، موضحاً أن «الأعمال الفنية التي تقدم عبر المنصّات هي جزء من أشياء أخرى تقتنى، وهي مرتبطة بعملية الشراء عبر تقنية قواعد البيانات». وأشار إلى أنه من الممكن أن يشعر البعض بالخوف من خطورة التعامل مع هذه التقنية، ولكن في الواقع هناك دائماً خطورة في شتى المجالات. أما المعرض الثالث فجمع بين الواقع والخيال، من خلال تقديم الكثير من الشخصيات والرسومات والمجسّمات، أبرزها شخصية الأرنب. ويقدم المعرض مجموعة من رسومات الفنان الفلسطيني دون، الذي يركز كثيراً على تقديم الأعمال المفعمة بالمشاعر، والتي تحمل العديد من الشخصيات الأقرب إلى كونها شخصية كرتونية. وتحدث دون عن أعماله، وقال: «اخترت تقديم مجموعة من الشخصيات المتنوّعة في هذا المعرض، فمعظم الشخصيات حاضرة من عالم وسطي يجمع بين العالم الحقيقي والخيالي، وما يميزها هي أنها مرحة وتدعو المتلقي إلى التفكير دون حدود». ولفت إلى أنه لا يعتبر نفسه ابتكر الشخصيات والأعمال، وإنما اكتشفها، فالعالم المبتكر في هذه الرسومات مجمع من عوالم مختلفة، موضحاً أن «الرسومات قد تكون قريبة جداً من عالم (الكوميكس)، ولكنه حول هذه الاعمال إلى منحوتات». مطبوعات فنية تتضمن مجموعة ثيبوليت كادرو تشكيلة واسعة من أكثر من 100 عمل فني لفنانين مرموقين وناشئين، وقال كادرو، الذي بدأ جمع المطبوعات منذ عام 2009: «على الرغم من كون مهنتي الأساسية هي المحاماة، ولكن السبب خلف شغفي بالمطبوعات هو أن هناك نقصاً في الوعي بجمالياتها، فالناس تعتقد أن اقتناء الفن يقتصر على القطع الفنية التشكيلية فقط». ونوّه بأن مجموعته تضم ما يزيد على 150 مطبوعة، ودائماً ما يحرص في المعارض على اختيار المطبوعات التي تتيح للجمهور اكتشاف مجموعة كبيرة من الفنانين، وكذلك العديد من الأساليب الفنية. وأضاف أن «القطع المعروضة تحمل تواريخ قديمة، ومنها ما يعود الى خمسينات القرن الماضي، ومنها حديثة ومعاصرة جداً». تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :