حين كانت الصحافة - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 2/3/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

المتحدثون عن الصحافة – هنا أتكلم عن المقروءة – يقولون إنها كانت ولا تزال فطور الصباح، ومواد الأكشاك ومحطات المواصلات. وأقول صحيح بدليل حالات المدن الكبرى كالقاهرة فمنادي العناوين الرئيسة يُسمع صوته في الحارة مع منادي بائعي الخبز والحليب. وفي مصر مرّ زمن وأظنه لايزال يمر سموا إحدى القطارات التي تنطلق من القاهرة باكرا، قطار الصحافة". وأذكر مكتبة كانت عندنا في عنيزة في الخمسينيات الميلادية تأتى بالجرائد من الحجاز (منطقة نجد لم يكن فيها جرائد) ونقرأ الأخبار التى مرّ عليها 15 يوما، لأن النقل كان بسيارات الحمل مع البضائع التي كان التجار يطلبونها. بداية الصحافة كانت تكتب باليد، ففي ميناء جنوة الايطالي كان نفرٌ من الناس يكتب أخباراً. ويبيع المخطوطة إلى البحارة في الميناء حيث يحملونها معهم إلى البلدان الأخرى. وكل من يقرأ النسخة يقوم بكتابتها وبيعها إلى الآخرين. وأعتقد أننا في صحافتنا - محلياً وعالمياً - سنتجه إلى المحليات أكثر؛ لأن الأخبار العالمية والتحاليل صارت تأتي لحظة بلحظة عبر الفضائيات وعبر أجهزة المحمول. أرى أن القارئ السعودي يتجه إلى جعل المحليات قراءته الأولى. ولا يُعدم الأمر نسبة من النخبة يقرأون تحاليل وافتتاحيات (ربما النسبة المثقفة). آخرون يرون في الإعلانات جذباً. وكذا الكاريكاتير الذي يلمس بعض أوجاع المجتمع. إحصائية مصرية تقول إن صفحة الوفيات تأخذ نصيباً كبيراً من اهتمام القارئ المصري. وشوق الناس لمعرفة أخبار بعضهم دفع أحد الأفاضل في مدينة عنيزة قديماً لأن يُرسل "خطوط"، بسكون الخاء وهي مفردة تعني رسائل إلى أقاربه في البحرين والكويت والعراق. وتحوي تلك الرسائل أخبار البيع والشراء والعمران والزواج والمواليد. وكان لتلك المراسلات قيمة تاريخية فهو - أي الرجل - يحدد الوقائع باليوم والساعة. يفعل هذا لأن إذاعة لندن أو دلهي العربيتين لا تأتيان على تلك الأخبار. 264 لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :