الأمة تشاركنا الاحتفال بيوم الوطن - هاشم عبده هاشم

  • 9/23/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

•• لم يعد اليوم الوطني بالنسبة لنا – نحن هنا في المملكة العربية السعودية - .. مجرد مناسبة نحتفل فيها بمرور عام جديد على توحد هذه البلاد تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.. وعلى يد قائد استثنائي هو الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.. وإنما هي اليوم بداية تاريخ جديد لأمة عربية تتأهب للتحول من حالة الضعف.. والاستكانة.. والتفرق.. والانقسام.. والانكسار.. إلى حالة غير مسبوقة لنهضة أمة من سباتها.. وتجميع قواها.. وتوظيف جميع طاقاتها لأخذ مكانتها الطبيعية في عالم اليوم.. عزيزة.. وكريمة.. ومرفوعة الرأس.. •• هذا الهدف الذي أراد الملك عبدالعزيز يرحمه الله الوصول بأمته إليه ذات يوم.. بتأسيس المملكة العربية السعودية كدولة محورية في المنطقة.. بات الآن قريب التحقيق. •• يحدث هذا في الوقت الذي راهن فيه البعض ومازالوا على أن دول المنطقة العربية على وشك التحلل والانهيار.. وأن خارطة جيوسياسية جديدة على وشك التطبيق على الأرض.. وأن ملامح مستقبل مختلف في الأفق إيذاناً بقيام منظومة شرق أوسطية جديدة.. •• غير أن هذه الحسابات سقطت منذ اللحظة الأولى التي أعلنت فيها المملكة العربية السعودية بتاريخ 5/6/ 1436ه، عن قيام التحالف وبدء العمل من أجل إنقاذ اليمن والإجهاز على الحلقة الأخطر في مخطط تقويض الأنظمة العربية القوية بتضافر جهود العديد من الأطراف الإقليمية والدولية ذات الحسابات المتشابهة في أهدافها النهائية وإن اختلفت في دوافعها.. ومراميها.. •• فقد استقبلت الشعوب العربية – بدرجة أساسية – وسواها هذا التحول من دول تنتظر لحظات الانهيار بقلق شديد إلى دول تبادر.. فتضرب بقوة أحد مصادر الخطر القادمة من اليمن هذه المرة بتعاون الحوثي مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وفلوله.. وأدوات الإرهاب الضاربة هناك. •• فقد كان الالتفاف حول المملكة عربياً وإسلامياً ودولياً بمثابة انطلاقة قوية لمشروع إعادة بناء القوة العربية الضاربة وكتابة عصر جديد لأمة أوشكت على السقوط والتلاشي.. •• والمملكة العربية السعودية التي قامت في الأساس على قوتها الإيمانية بالله.. لم تكن في يوم من الأيام دولة عدوان.. بل ظلت طوال حياتها مصدر الخير والأمان والسلام والمحبة والاستقرار وليس فقط لدول الجوار وإنما بالنسبة لكافة أشقائها.. وأصدقائها.. بل وكافة دول وشعوب العالم.. •• وهي عندما سعت لإقامة هذا التحالف فإنها إنما أرادت بذلك دفع شرور كثيرة تتربص بنا وبأمتنا.. وتتآمر على شعوبنا ووجودنا الكبير.. •• فعلت هذا بالرغم من حالة التفكك.. والتشردم.. والتمزق.. بفعل الفتن والحروب.. والأزمات التي أوجدتها تلك التحالفات الخطيرة ضد أمتنا.. وذلك لتجنيب شعوب المنطقة ما هو أشد خطورة وأكثر مأساوية.. •• ونحمد الله أن أعاننا على إيقاف مسلسل التدمير لهذه الأمة دولاً.. وأوطاناً.. وشعوباً.. وإن كان علينا وسائر أخوتنا ومن يشتركون معنا في تحمل مسؤولية الدفاع عن هذه الأمة.. ألا نركن إلى المكاسب والانتصارات التي تحققت حتى الآن.. لأن الأعداء سوف لن يتوقفوا عن مواصلة العمل على إحياء مخططهم.. وأجندتهم من جديد.. متى استرخينا.. وتوانينا.. واكتفينا بما تحقق حتى الآن.. •• لذلك أقول.. •• إن للاحتفال باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية هذا العام قيمة.. وأهمية كبيرة.. ودلالات عظيمة.. بعد أن أصبح يومنا الوطني – في الحقيقة – هو يوم كل العرب.. وكل المسلمين.. وكل المحبين للسلام.. والساعين – معنا – إلى إعادة الاستقرار لمنطقتنا.. منطقة الخير.. ومخزن الثروات.. ومصدر الحكمة في هذا العالم.. •• يومنا الوطني إذاً – كما أراده الملك سلمان – هو يوم التوحد .. والعزة.. والرامة.. لهذه الأمة.. وليس لشعب المملكة العربية السعودية وحده. •• وعلينا ن نجعل هذا اليوم – بعد الآن – مناسبة يشاركنا فيها كل العرب وكل المسلمين فرحتنا ليس فقط بتوحد هذه البلاد وبخطواتها القوية نحو المستقبل وإنما كذلك بأنه نقطة انطلاق نحو إعادة بناء أمة على أُسس متينة.. وصلبة يحسب حسابها الجميع ويحترمون إرادة شعوبها وتطلعاتها إلى غد أكثر أماناً واستقراراً ورقياً وشموخاً في كل شيء. • ضمير مستتر: •• الوطن القوي لا يحمي نفسه فحسب.. ولكنه يحمي أمته ويحافظ على مكتسبات شعوبها..

مشاركة :