* أجزمُ أنَّ من أهمِّ أولوياتِنا إن لم تكنْ «الأهم» تحسينَ أداءِ وجودةِ ونوعيةِ قطاعي التعليمِ والصحةِ.. لأنهما وكما هو معاشٌ في العالمِ كلِّه الأسسُ التي يُبنى عليها عمادُ المجتمعِ، نماءً وتطوراً ورُقيّاً.. * ونحن هنا ومنذُ أمدٍ ليس بالقصيرِ نعاني ونشتكي ونتألَّمُ ونحزنُ لأوضاعِ كلا القطاعين، التعليمِ والصحةِ ومع ذلك ورغمَ الاجتهاداتِ الفرديةِ لم تحدثْ انفراجاتٌ مقنِعة ولم يحدثْ تطورٌ فاعلٌ ومؤثرٌ. * الصحةُ -وقد أعودُ في مقالٍ آخرَ للتعليم- همُّها هَمٌّ ،وأسئلتُها شائكة.. وحالاتُ التعجُّبِ معها تفوقُ الوصفَ. المستشفياتُ والمستوصفاتُ حكوميةً وأهليةً تعاني من نقصٍ شديدٍ في كلِّ شيء عددِ الأطباء وجهازِالتمريض والأجهزةِ أشعة، أسرَّة، غرف عمليات، غرف عناية، حضانات. وكلُّ ذلك انعكس سلباً على أدائِها وبالتالي سبَّبَ معاناةً بشريةً للجميعِ.. * اليومَ وبشكلٍ بارز وواضحٍ لا يجدُ المرءُ سريراً بسهولةٍ ،كما لا يجدُ المريضُ مكاناً لائقاً في غُرف العنايةِ المركَّزةِ مما يضطرُ الأطباءَ ومساعديهم إلى استخدامِ الممراتِ والغرفِ غيرِ المؤهلة لإنقاذِ حياةِ هذا أو ذاك.. * هذا الوضعُ الذي يجبُ أن نعترفَ وبكلِّ شجاعةٍ بأنه مأساويٌّ.. ومحزنٌ سببُه سوءُ التخطيطِ وعدمُ الإخلاصِ.. فطوالَ السنواتِ الماضيةِ والمجتمعُ ينمو عدداً لم تتمْ عملياتُ توسُّعٍ في المؤسساتِ الصحيَّةِ تتناسبُ والزيادةَ العالية التي كان يشهدُها المجتمعُ وهي بحسبِ الإحصاءاتِ العالميةِ من أعلى معدلاتِ النمو السكانيِّ في العالمِ. * واليومَ، وكما يُقال فالحديثُ لا يُجدي عن، اللبن المسكوب يجبُ أن نفكِّرَ بكلِّ جديةٍ في إحداثِ تحولاتٍ حقيقيةٍ في مجالِ الصحة ولعلَّ أولى خطواتِها -كما سمعتُ من بعضِ المتخصصين- اعتمادُ التأمينِ الصحيِّ الشامل للمواطنين ممن ليس لديهم تأمينٌ لأن ذلك يساهم بشكلٍ جديٍّ في تقديمِ خدماتٍ صحيةٍ مميزةٍ ويؤدي إلى رفعِ الجودةِ والأداءِ لكلِّ المؤسساتِ الصحية. aalorabi@hotmail.com
مشاركة :