* بدءًا.. لابد من تحية عالية جدًا لقاضي دائرة الأحداث في المحكمة الجزائية في جدة الشيخ الدكتور مازن سندي على حكمه العادل والرائع بحق طالبين في مدرسة أهلية قاما عدوانًا وصلفًا بضرب وكيل المدرسة * في ثنايا وحيثيات الحكم كما نشرت صحيفة عكاظ الثلاثاء الماضي 6/11/1437هـ يقول القاضي الرائع: «البلوى عمّت في هذا الزمن من عدم تقدير الطلاب لمعلميهم والاستهتار بهم.. مما يؤدي إلى ظهور جيل غير متعلّم وغير مسؤول» وهكذا قول فيه من الصحة والرّوعة الشيء الكثير.. * فالمؤسف المحزن أنّ التعليم يشهد في أيامنا هذه تراجعًا مخيفًا على كل المستويات... انعدمت وتلاشت معه هيبة المدرسة، والمعلمين ولم يعد هناك وجود لالتزام وانضباط وجدّية طلابية وساعد في هكذا حال الأسر، المؤسسات التعليمية، بعض المعلمين، أنظمة التعليم.. * فالأسر، ومن استمرارية تدليل أبنائهم، لا يريدون لهم ولا حتى التأنيب في المدرسة رغم أخطائهم وعدم التزامهم وضعفهم الدراسي... والمؤسسات التعليمية لم تعد ترى في ذاتها أنها مؤسسات تربوية مثلها مثل الأسرة عليها واجبات عظيمة تُلزمها بالتعامل التربوي المرن والتواصل مع أسر الطلاب بشكل دائم. كما أنّ بعض المعلمين وبكل أسف وفي كل المستويات بما فيها الجامعية لا يدركون معنىً ولا قيمة لكونهم تربويين ومعلمين وأنّ مسؤولية كهذه تستلزم انضباطًا، وتحسينًا وتطويرًا ومظهرًا لائقًا، وسلوكيات مهذبة بل إنّ هذه النوعية من المعلمين تتحرّر من كل التزام وتتعامل مع واقعها وكأنها في الحارة وبين «البشكة» وما أراه في فعل القاضي الرائع بداية لتصحيح المسار لو أنّ كل الجهات القضائية والأمنية والتعليمية تعاملت مع حالات الانفلات بنفس طريقة الدكتور مازن سندي لأن ذلك سيعيد الهيبة والانضباط والأمل للتعليم. aalorabi@hotmail.com
مشاركة :