* التعليمُ الجامعيّ حديثُ المجتمع المستمر.. وهذا طبيعيٌّ في مجتمع إنساني يسعى إلى تنميةٍ حقيقيةٍ ومستدامة فالجامعاتُ والأكاديمياتُ العليا.. هي محاضنُ فكرٍ وإنتاج وهي المُزوّدُ الحقيقي لكلِّ حراكٍ مجتمعيٍّ فاعل. * ودرج كثيرون عند تولي وزيرٍ جديدٍ على طرحِ مقترحاتٍ، آمالٍ، تطلعاتٍ عساها أن تصلَ طاولةَ الوزير.. وبتولي معالي الدكتور أحمد العيسى مهمةَ وزارةِ التعليم وهو خريجٌ وأستاذٌ ومسؤولٌ سابق للتعليمِ الجامعي.. فمن أولى الأولويات التي يتطلع إليها المجتمعُ إحداثُ تغييرٍ حقيقي في التعليمِ الجامعي.. * كثيرةٌ هي المقترحاتُ التي يمكن أن تشكِّل رافداً مؤثراً في هكذا إشكالية وبالتأكيدِ كتب قبلي كثيرون في ذلك لكن ما أودُّ طرحَه هنا هو الاستقلالية.. وأعني بها استقلاليةَ الجامعات والأكاديمياتِ العليا عن عباءةِ الوزارة.. فهي الخطوةُ الأولى والأهم لإحداث تغييرٍ حقيقي. * الجامعاتُ في سنواتِها الماضية الأخيرة كانت تابعة تبعية كاملة للوزارة وشكَّل ذلك عائقاً كبيراً لأداءِ مهامها وإن ارتضتْ هي ذلك خشية الإقالة ونحن واليوم نعيشُ حراكاً هاماً في كلِّ مفاصلِ حياتنا فبقاءُ ارتباطِ الجامعاتِ بالوزارة سيُبقي الوضع على ما هو عليه دون تغييرٍ فاعل. * استقلاليةُ الجامعاتِ تعني إعطاءها الفرصة لأن تتخذَ ما يتناسبُ وأدوارَها المجتمعيَّة بحسب محيطِها الاجتماعي ذاتِه.. وهو ما سيخلقُ تنافساً كبيراً بين الجامعاتِ ذاتِها.. وهذا لا يعني بحالٍ من الأحوالِ الانفصالَ عن الوزارة بل تبقى الوزارةُ الضابطَ والمراقبَ.. وأن يكونَ لكلِّ جامعةٍ مجلسٌ أعلى يضمُّ عدداً من أهلِ الخبرة من خارجِ الجامعةِ يكون بمثابةِ مجلسِ أمناء كما هو معمولٌ به في الجامعاتِ العالميَّة.. والوزارةُ والمجلسُ لهما حقُّ الإشرافِ الكامل على السياسةِ العامةِ، والبرامجِ لكلِّ جامعة وحينها -وأنا على يقين - ستتحوَّل الجامعاتُ إلى خلايا نحلٍ وحراكٍ علميٍّ حقيقيٍّ ينعكسُ إيجاباً في كلِّ مفاصلِ الحياةِ المجتمعيةِ. aalorabi@hotmail.com
مشاركة :