أعجبني قرار بلدية مدينة بيتالينغ جايا الماليزية عن تخصيص مكافأة مالية قدرها دولار لكلّ من يقبض على فأر، حياً أو ميتاً، ويُسلّمه لها!. والدولار، تأكيداً، هو للفأر الواحد، فيا بخت من يقبض هناك على قبيلة أو فخذ أو بطن من الفئران، إذ سيُردد سعيداً: ما قبضنا بالكُوم إلَّا اليوم!. أنا، سرحت بي أفكاري الأمّارة بالسوء عمّا يوجد في جدّة ويستحقّ القبض عليه ونيل مكافأةٍ عنه من الأمانة العزيزة؟. الفئران «زاتها»، كما يقول السودانيون، موجودة في جدّة بوفرة، ولو خصّصْنا ريالاً لكلّ فأر مقبوض عليه، لتكفّل النَّاسُ بتخليصنا منها، ولَتمكّنا من توفير ميزانية الأمانة المُخصّصة لمكافحة القوارض التي، أي الميزانية، رغم ضخامتها إِلَّا أنّها «زي» قِلّتها!. لكني أحذّر من يريد القبض على الفئران أحياء، ففئران جدّة غير، وهي من البلطجة بحيث أصبحت القطط تهابها، عكس ناموس الطبيعة، وقد أعذر من أنذر!. ماذا هناك غير الفئران؟ آه، هناك البعوض، وما أدراك ما البعوض؟ وأقترح التضحية بالريال مقابل كلّ بعوضة عادية مقبوض عليها، حيةً داخل زجاجة، أو ميتة بالضرب أو بتفطيس نافوخها الصغير!. أمّا إن كانت مُسبّبة لحُمّى الضنك، أو لفيروس زيكا الذي ينتقل أيضاً بواسطتها، ولسنا بمأمن عن وصوله إلينا، فالعالم أصبح قرية صغيرة، فتستحقّ مكافأة أكبر من الأمانة التي يُفترض أن تكون كلّها كرم ونظر، حيث سيُوفّر ذلك أيضاً ميزانيتها لمكافحة الحشرات مثلما حصل لنظيرتها الخاصة بالقوارض!. وكلّ عملية قبض لمطلوب خطير وجدّة وأهلها بخير!. @T_algashgari algashgari@gmail.com