عندما قرأت في صحيفة «المدينة» عن رفع متنزّهات منتجع الهدا بالطائف لأسعار جلساتها بنسبة ٢٠٠٪ في العيد، إضافةً لقيمة مأكولاتها ومشروباتها، رغم تواضع الجلسات وضيقها وتأثيثها السييء وإطلالتها العادية، لم أملك سوى مقارنتها مع متنزّهات منتجع صبنجة التركية التي تجلس فيها مجاناً ما شئت من الزمن، حتى في عزّ الموسم السياحي، ولا تطالبك سوى بقيمة ما تأكل وتشرب، وبأسعار معقولة، وسط إطلالة رائعة على أحضان الطبيعة الخلّابة، واسترخاء تام واستجمام، وتحيط بك الشلالات المتساقطة من أعالي الجبال، والبحيرات التي يسبح البطّ على سطحها منتشياً سعيداً!. لا أحبّذ إهداء المقارنات لكني مضطرٌ لفعل ذلك لمن يلوم المواطن السعودي على السياحة الخارجية بينما تناسى أو تجاهل أنّ المواطن قد جُذِب إليها جذباً مغناطيسياً لا يطيق الفكاك منه، لأنه وجد فيها كلّ ما ينشده بأسعار يستطيع تحمّلها، ولم يُصنع له مغناطيس داخلي يجذبه إلا قليلاً وبأسعار تهدّ ميزانيته المهدودة أصلاً، فهل يُلام السائح السعودي على تغيير بوصلة سياحته أم يُشكر على أنه يُذكّرنا دائماً بمدى حاجتنا إلى تحسين بُنيتنا السياحية وتخفيض تكلفتها، لكن لا حياة لمن تنادي!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت إنّ منظمة السياحة العالمية تعرّف السياحة بأنها نشاط السفر للسائح لأكثر من ٨٠ كيلاً من منزله بهدف الاستمتاع بالترفيه أو التطبيب أو الاكتشاف مع توفير الخدمات المتعلقة بالهدف بالأسعار التي هي ضمن قدرته، فهل حققت مدننا ومنتجعاتنا السياحية ذلك؟. شهرزاد تطلب منكم الإجابة، مع تمنياتها لكم بسياحة سعيدة!. @T_algashgari algashgari@gmail.com
مشاركة :