تعد المياه شريان الحياة لصحة البشر وصحة كوكب الأرض، كما أنها بالغة الأهمية للنمو الاقتصادي، وسلامة النظم الإيكولوجية، وسلامة الحياة ذاتها. غير أنه مع وجود أكثر من 2.3 مليار شخص لا يحصلون على المياه الصالحة للشرب، و3.6 مليار شخص يفتقرون إلى خدمات الصرف الصحي المأمونة، فإن أزمة المياه العالمية تمثل تهديدا حقيقيا لجهود التنمية في وقتنا الحالي. وتقدر التكاليف الاقتصادية العالمية لانعدام الأمن المائي بنحو 500 مليار دولار سنويا. وتزداد حدة هذه المشكلة نظرا إلى تفاقم موجات الجفاف والفيضانات بسبب تغير المناخ والزيادة الكبيرة في عدد السكان. وثمة حاجة ملحة إلى تسريع وتيرة التغيير ـ إلى ما هو أبعد من مجرد "سير الأمور كالمعتاد" للتصدي لأزمة المياه. وبوصفها أكبر مصدر متعدد الأطراف لتمويل مشاريع المياه في العالم في الدول النامية، تلتزم مجموعة البنك الدولي بالقيام بأعمال مبتكرة وشاملة ومستدامة بشأن المياه في الوقت الذي تعمل فيه مع شركائها من أجل عالم آمن من ناحية المياه. وهنالك كثير من الدول تعاني شحا في المياه، وقد أدى الصراع الدائر إلى تفاقم هذه الأزمة. ويعد الحصول على المياه الصالحة للشرب عملا يوميا يثقل كاهل من يقوم به، ودائما ما تقع المسؤولية عنه تقريبا على كاهل النساء في كثير من الدول، وتأتي مشاريع الحفاظ على المياه في إطار المشروع الطارئ للاستجابة للأزمات في اليمن الذي تسانده المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي، ويقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتنفيذه بالاشتراك مع الصندوق الاجتماعي للتنمية، ومشروع الأشغال العامة في عدد من الدول. وساند المشروع حتى الآن إنشاء 1279 خزانا من الخزانات العامة لتجميع مياه الأمطار و30686 خزانا من الخزانات المنزلية في عموم اليمن، ما وفر نحو 900 ألف متر مكعب من المياه النظيفة. ويقوم البنك الدولي أيضا بدعم الجهود واسعة النطاق لتحسين الحصول على المياه والصرف الصحي لملايين الأشخاص في اليمن من خلال شراكات مماثلة مع الوكالات التابعة للأمم المتحدة مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، واليونيسف، ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، ومنظمة الصحة العالمية. في تنزانيا، أفادت أكثر من نصف منشآت الرعاية الصحية عن نقص منتظم في إمدادات المياه، وهو ما يعرقل خدمات الرعاية الصحية. ووفقا لأحدث تقرير لبرنامج الرصد المشترك بين منظمة الصحة العالمية واليونيسف بشأن المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في منشآت الرعاية الصحية، تفتقر نصف مرافق الرعاية الصحية على مستوى العالم إلى خدمات النظافة الصحية الأساسية. ومن بين الدول التي تتوافر بيانات بشأنها، لم يكن لدى واحد من كل عشرة مرافق للرعاية الصحية على مستوى العالم خدمات صرف صحي، وفي منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، تقفز هذه النسبة إلى واحد من كل خمسة. وفي أيار (مايو) 2018، وصلت الدكتورة ندافوكاي لارينيوني مندوبة البنك الدولي إلى قرية "إيتيبولا" في منطقة سونجوي في جنوب غرب تنزانيا. وبدأت وظيفتها الجديدة كطبيبة مسؤولة عن المستوصف المحلي الذي يخدم 4500 مواطن ويقدم خدمات العيادات الخارجية للمرضى، فضلا عن خدمات الصحة الإنجابية وصحة الأطفال. وفي ذلك الوقت، لم يكن لدى المستوصف إمكانية الحصول على المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي، ولذلك كانت الدكتورة ندافوكاي تأتي إلى العمل في الساعة السادسة من صباح كل يوم، أي قبل ثلاث ساعات من افتتاح العيادة، لجمع المياه التي تكفي متطلبات العمل لذلك اليوم... يتبع.
مشاركة :