عصارةُ العصرةِ في حواراتِ الكسرةِ | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 12/25/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

فَنُ الكَسَرَات فَنٌ شِعريٌّ عَميقُ الدَّلالةِ، مُختَصرُ الكَلَامِ، مُنْتَشرٌ في مَنطقة يَنبع؛ ومَا جَاورها مِن المُدن والقُرَى..! والسِّجَالات بَين أهل الكَسَرَات لا تَنْقَطع، فهَذا يَقول كَسرة، وهَذا يَردُّ عَليه، وقَد تَستمر المَعارك لشهُورٍ وسنين، وهي مَعارك لُغويّة تُؤكِّد البَرَاعَة، وتَشرح مَعْنَى الشَّجاعَة في القَول وحُسن الاختيَار..! وقَبل فَترة أرسَل لِي الصَّديق والقَارئ العَميق «خضر الحربي» كَسرة يَقول فِيها: يُعجبني أسلُوبَك النَّاري وتَشجيعَك الأصفَر البَرّاق يَا العَرفج أدْعِي لَكَ البَاري مَا يصيبَك الهمّ والضّياق ولَجْلَك مسيطر عَلى أفكَاري ودَرب التَّواصل صعيب وشَاق سوّيت لَك نصب تذكَاري في سَاحة الودّ والأشوَاق حِين وَصلتني هَذه الكَسْرَة، حَاولتُ أنْ أَردّ الكَسْرَة بالكَسْرَة، والعَين بالعَين، والسِّن بالسِّن، ولَيس الحَرف بالحَرف، مَع أنَّ عَهدي بكِتَابة الكَسَرَات قَديم، فأنَا استَقلتُ مِن الشِّعر بُنَاء عَلى طَلبي؛ مُنذ فَترة طَويلة، ولَكن سَامح الله الحَبيب «خضر»، الذي حَرَّك فيَّ السَّاكن، وسَكَّن فيَّ المُتحرِّك. لذَلك كَتبتُ كَسْرَة أقول فِيها: كُنَّا ثَلاثة وصِرنَا اثنين يَا خوفي نَبْقَى عَلى وَاحِد رَاح الحَبيب الحَبيب الزّين وأصبَحتُ عِند الهَوَى قَاعِد بَعد هَذا الرَّد تَمَادَى الأخ «خضر» في طُغيَانه الشِّعري، وأرسل لِي رِسَالة، هَذا مَضمونها: لا تَحسب الود اندُومي الود فِيهِ الكَلَام اشتَد خلّك مَعي واسمَع اعلُومي وخلّك مَعي فالإجابَة حَد يَم الهَوَى رَاحت اسهُومي بَس انْثَنَت مِن ريَاح الصّد كُثر الهَجْر زوّد همُومي وش عِندكم للمُتيّم رَد حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: إنَّ الكَسَرَات فنٌ يَبعث المُتْعَة في النَّفس، والبَهجَة في الكَلَام، لذَلك مَا أجمَل أهل الكَسَرَات؛ وهُم يَتنافسون في صنَاعة القَول الشَّعبي البَديع، الذي يُثري السَّاحة، ويَملأ المسَاحة، ويَدلُّ عَلَى الذَّكَاء، ويُترجم مَعْنَى الصَّراحَة..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :