وكأنّ صدور كادرٍ صحي جديد يُـقرُّ مساواة غير عادلة بين الأطباء أصحاب التخصصات المختلفة، وتجميد رواتبهم لسنوات مقبلة، ويكرّس غُبن الكفاءات وقهرهم، وقال عنه رئيس اللجنة الصحية بمجلس الشورى: «أجبر عددًا من الأطباء وبخاصة ممّن يحملون تخصصات نادرة إلى البحث عن بدائل في المستشفيات التخصصية كالعودة إلى التدريس في الجامعات، والتحويل إلى القطاع الخاص، وقلّل من عطاء الأطباء في المستشفيات» (المدينة 4 مارس 2013)، أقول: كأنّ ذلك لم يكن كافيًا لإحباط الأطباء السعوديين وشعورهم بخيبة الأمل وقلّة التقدير، لتفترسهم أيضًا إجراءات «نظامية» لا تحسب لهم قَدْرا، ولا تشجعهم على العمل والإبداع، ويستأسد عليهم بعض أصحاب المناصب المُتـنفّذة، ممن لا يردعهم وازع من ضمير ولا رادع من رقيب، فيتأخّر لثماني سنوات، تنفيذ التوجيه السامي بالسماح للكفاءات الصحية الوطنية بالعمل في القطاع الطبي الخاص بعد دوامهم الحكومي، وعندما تمخّض الجبل أخيرًا، لوّح أحد المسؤولين بعقاب مجلس الخدمات الصحية خصم بدلات الندرة والتميّز ممّن يحاول العمل الخاص بعد انتهاء دوامه الحكومي!! ومن قضايا الأطباء العالقة، خصم بدل التفرّغ في مقابل استلامهم بدل الندرة!! وتأخير صرف بدل السكن لكثير من الأطباء الحكوميين لأربع سنوات دون تفسير أو تبرير منطقي سوى الإهمال والمركزية العقيمة، واشتراط تقديمهم عقود إيجار سنوية معظمها وهمية مزوّرة!! فضلاً عن تعطيل استلامهم بدلات التمـيّز، وخشيتهم من استخدامه أداة ضغط إداري وتمييز بين الموظفين، في ظل انتشار المحسوبية والواسطة والنفاق الإداري. ومن المُحبط أيضًا، تجاهل المطالبات بحساب بدلات الندرة والتميّز والسكن، ضمن الراتب التقاعدي للطبيب الحكومي، ليشعر بشيء من الأمان الوظيفي، والاستقرار المادي والمعنوي له ولأهل بيته، عوضًا عن مكافأته بعد سنوات عِجاف، بخسفٍ في راتبه التقاعدي، وانهيارٍ في إمكانياته المادية، في أوج حاجته لحفظ ماء وجهه، وضمان حياة كريمة له ولأولاده. وأختم بتعليق أبو أحمد على مقالي الأخير عن مجلس الخِدْمات الصحيّة: «المجلس جهة عُليا يضم جميع القطاعات الصحية الحكومية والخاصة، وكان يُنتظر أن يقوم بدور بارز في التخطيط والتنظيم والتنسيق بين مُقدِّمي الخِدْمات الصحية، والرد على الملاحظات التي تُطرح عن الأوضاع الصحية ومشكلات العاملين، لكن يُلاحظ عدم تفاعل المجلس مع قضايا تُعنى بصحة المواطن، وكأن الموضوع يعني الجهات منفردة!! نتمنى أن ينشط دور المجلس في حل قضايا العاملين والمواطنين، فلديه كثير من المهام والواجبات، ويُنتظر منه كثير من الإنجازات». abkrayem@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (92) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :