من الملحوظات العلمية، ما قد يؤدي إليه استدامة النظر إلى شاشة الكمبيوتر، والتعرض للضوء الصادر من الأجهزة الذكية، كالهواتف وشاشات «التابليت» وبخاصة أثناء الليل، من سرقة أوقات ثمينة يمكن قضاؤها في نوم عميق وراحة عقلية وبدنية، فقد أشارت بعض البحوث العلمية إلى أن الضوء المنبعث من شاشة العرض، يمكن أن يحد من قدرة البدن والعقل على الاسترخاء المطلوب قبل الخلود للنوم، نتيجة تثبيط إفراز «الميلاتونين» المحفز على النعاس والمساعد على النوم. وينطبق ماتقدم على مشاهدة التلفاز بصورة مفرطة لساعات متأخرة من الليل، مما حدا ببعض الخبراء في «مجلة النوم والنمط الحيوي» (أغسطس 2007)، إلى التحذير من أن التعرض المفرط لوسائل الإعلام الإلكترونية كالتلفاز والانترنت قبل الخلود للنوم، يؤدي إلى زيادة أعداد الشاكين من: الأرق المزمن والحرمان من عدد ساعات النوم المطلوبة أثناء الليل، فضلا عن بعض الدراسات التي ربطت بين قلة إفراز هرمون «الميلاتونين» و أمراض السمنة كالضغط والسكري، وحتى السرطان. ولاشك أن تقنية الاتصال والمعلومات بمختلف أنواعها، حفّزت على انتشار استخدام المكالمات والرسائل النصية ومواقع التواصل الاجتماعي، أوصلت بعض الناس حد الإدمان السلوكي، فخاصية الاتصال الدائم بالإنترنت جعلت من السهل تصفحها حتى على فراش النوم، وإضافة مواصفات تقنية حديثة لأجهزة الاتصال، حفزت مستخدميها على التواصل الدائم مع غيرهم، لكن من الآثار السلبية لذلك، ما أظهرته دراسة أمريكية (2008) من نتائج الإفراط في استخدام الهاتف النقال على طبيعة نوم مجموعة من المراهقين استخدمته للاتصال أو إرسال رسائل نصية بمعدل أعلى من 15 مرة يومياً، حيث أدى فرط استخدام الهاتف النقال إلى فرط السهر، والاستيقاظ متأخراً، والشعور بالخمول عند الصباح، نتيجة للتأرق والتململ أثناء الليل. وينصح خبراء اضطرابات النوم، بترشيد استخدام وسائل الاتصال، وعدم تحولها إلى «هاجس اجتماعي»، والابتعاد عن عوامل تحفيز الذهن، كالإنترنت، والهاتف النقال، والتلفاز، والاهتمام «بساعة خفض الطاقة» قبل الخلود للنوم، كما أن اللجوء إلى أجواء نفسية وذهنية وبيئية، كالصلاة أو قراءة القرآن، أو تصفح كتاب خفيف، أو ممارسة تمارين الاسترخاء، أو التمتع بحمّام دافئ، وتجنب التدخين والكافيين، أمور تساعد على الهدوء وخفض مستوى التوتر، والاسترخاء والنوم الهادئ. abkrayem@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (92) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :