في رأيي أن المطالبة بمحاسبة بعض المسؤولين والإداريين المسؤولين عن تدهور بعض الأوضاع الإدارية، وزيادة المشكلات الوظيفية، من الواضح أنه يحتاج وقتاً طويلاً، وكثيراً من المطالبات والمناشدات والمقالات وتقارير «نزاهة»، واستخدام عدد من قنوات الإعلام، لكشف بواطن الفساد الاجتماعي والإداري، بالرغم من إجراءات نظامية وقوانين إدارية، حرص أصحاب القرار على تطويرها ودعمها، بغية إيقاف نزيف الهـدر المالي، والحد من الاختراقات الممنهجة للقوانين، والتعدّيات السافرة على الأنظمة من بعض المـُتنفّذين. لذلك أرى - من باب حسن الظن - أن مخاطبة بعض المديرين والمسؤولين بصورة مباشرة قد يجدي نفعاً، بوصفهم إخواناً في الدين والوطن، فحقُّهم النصرة ظالمين بنصحهم بالكفّ عن تجاوزاتهم، أو مظلومين بنصرتـهم على من ظَلمهم، ولعلّ تخويفهم من الله يـُحرّك ما تبلّد من مشاعرهم، أو يصادف الترغيب في الدار الآخرة لديهم آذاناً صاغية، فالناس في شهر فضيل ترقّ فيه القلوب، وتصفّد فيه الشياطين، ويقبل فيه على الله من بغى الخير، ويقصر فيه عن الشر باغيه، فأقول لنفسي ولهم وبالله التوفيق: اتـّقوا الله عزّ وجلّ، وإن قصُرت عنكم أعين الرقابة، فعين الله لا تنام, وهو - سبحانه - يرى مكانَـكم ويسمع كلامَكم، وإن لم تستحوا من عباده، فالله أحقّ أن تَستحوا منه وتخشوه. أما الأمانة التي حمّلكم الله إيـّاها، فخيانتها عظيمة، والتقصير فيها ظُلم للعباد، وفساد في البلاد، فمن لا قوة ولا أمانة له، فاضطلاعه بها ظُلم، والحقُّ أحقُّ أن يُتـّبع، ولْيدَع أحدكم ما عجز عنه اتقاءَ دعاء الناس عليه، وتجنبا لهدر حقوقهم، وليترك منصبه، ولا يُـكلّف الناس ما لا يطيقون، لعلّ الله يجعل له مخرجا، وليعتذر عنه ، لعلّ الله يقيّض للناس من هو أولى بخدمتهم. وأذكّر نفسي وإياكم، بأنّ الظُّلم ظُلُمات يوم القيامة، والرسول صلى الله عليه وسلّم يقول: (أَيُّمَا رَجُلٍ اسْتَرْعاهُ اللَّهُ عزَّ وجَلَّ رعِيَّةً، فَماتَ حِينَ يَموتُ وهُو غاشٌّ لرَعيَّتهِ، حرَّم اللَّهُ علَيْهِ الجَـنَّة)، وهمسة في قلوب صمّاء: «لاتظلمنّ إذا ماكُنتَ مُقتدِراً / فالظُّـلم مَصدُره يُفضي إلى النّدمِ تنَام عيناكَ والمظلومُ منتبهٌ / يدْعُو عليكَ وعينُ الله لمْ تنمِ». abkrayem@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (92) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :