أقرب القلوب إلى الله يوم القيامة القلب السليم، وأبعدها منه القلب القاسي (كما ورد في الحديث الشريف)، وفظاظة القلب وغلاظته صفتان مذمومتان، وكما جاء في الأثر: «أقصر طُرق الجنّة، سلامةُ الصّدر»، وما سبق سيّدُنا أبو بكر الصدّيق (رضي الله عنه) غيرَه بكثير صوم ولا صلاة، وإنما سبقهم «بِشيءٍ وَقَـرَ في صَدْرِه»، وسلامة الصدر من صفات أهل الجنة، لا يدخلونها إلا طاهرين مُتطهّرين: «وَنـزعْنا مَافِي صُدُورِهم من غِـلِّ إِخْوانًا عَلى سُررٍ مُتقَابِلين» صدق الله العظيم. وعَن عبد اللَّه بن عمْرٍو رضي الله عنهما، قال: قِيل لرسول اللَّه صلّى الله عليه وسلّم: أيُّ النَّاس أَفضَل ؟ قال: (كُلّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ)، قَالوا: صَدوقُ اللِّسان نعْرِفُه، فما مَخمُوم القلب ؟ قال: (هُوَ التـَّقِيُّ النّـَقِيُّ، لاَ إِثْـمَ فِيهِ وَلاَ بَغْيَ وَلاَ غِـلَّ وَلاَ حَسَدَ) رواه ابن ماجه. وكما جاء في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن رجل من الأنصار قال عنه النبي (صلى الله عليه وسلّم): «يطـلُع عليْكُم الآن رجُلٌ مِن أَهْل الجنـّة»، وقد طلع عليهم وهم جلوس عنده ثلاثة أيام متتاليات، وماكان منه من قيام ليل أو كثير عمل، إلا أنه قال لعبد الله بن عمرو بن العاص لما سأله عن سرّ بِشارة النبي (صلى الله عليه وسلم): «ما هُو إلّا ما رأيتَ، غيرَ أنّي لا أجِدُ فِي نَفْسي لأحَدٍ مِن المُسلِمينَ غِشاً، ولا أَحسِدُ أَحداً عَلى خَيرٍ أعْطَاه الله إيـّاه». ومن مُوجِبات رحمة الله لعباده، رحمة بعضهم بعضا، فعن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال: «الرّاحِمُون يَرْحمُهم الرّحمن»، ولا تستقرُّ الرّحمة إلا في قلب رقيق، هـيّن لـيّن، مُتسامحٍ عطوف، كأبي ضمضم رضي الله عنه، الذي قال: (اللّهم إنـّه لا مال لي أتصدّقُ بِه على النـّاسِ، وقَد تصدّقْتُ عَليهِم بِعِرْضِي، فَمنْ شَتمَني أو قَذفَني فهو فِي حِلِّ)، (تهذيب مدارج السالكين 407). اللهم اجعلنا من مخمومي القلوب، سليمي الصدور, و «لاَ تَجْعلْ في قُلوبِنا غِلاً للّذيِنَ آمنُوا» اللهم آمين. abkrayem@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (92) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :