الأصول الرقمية والقوة الأمريكية «1 من 2»

  • 4/26/2023
  • 23:19
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

عندما أطلق الاتحاد السوفياتي القمر الاصطناعي "سبوتنيك" إلى مداره حول كوكب الأرض في 1975، صـدم صناع السياسات الغربيون في الولايات المتحدة وأماكن أخرى حال إدراكهم أنهم تخلفوا عن خصمهم الأكبر. بعد أن استمروا على هذا النحو، سارعوا إلى حشد جهود عظيمة للحاق بالركب، وفي هذه العملية أرسوا الأساس لنظام تحديد المواقع العالمي GPS، وخدمات النطاق العريض، والاتصالات العسكرية، وعدد كبير من التكنولوجيات الأخرى التي تـبقي على عالمنا الحديث نابضا بالحياة والنشاط. اليوم، تحمل تكنولوجيا سلسلة الكتل والأصول الرقمية ذات الإمكانات التحويلية التي قدمتها الاتصالات عن طريق الأقمار الاصطناعية لجيل سابق. لكن على الرغم من الدعوات الـمـطالبة بمزيد من القيادة الأمريكية في هذا المجال -بما في ذلك "الأمر التنفيذي بشأن العملات الرقمية المشفرة" الذي أصدره الرئيس الأمريكي جو بايدن العام الماضي- باتت الولايات المتحدة معرضة لخطر التخلف عن الركب عالميا. في سباق الفضاء الأصلي، قادت الحكومة الفيدرالية الأمريكية حملة وطنية شملت عموم الولايات المتحدة للاستثمار في تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM، وأنشأت وكالة ناسا "الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء"، وفي نهاية المطاف أنزلت رواد فضاء على سطح القمر. في النهاية، نجحت أمريكا لأن الحكومة أعطت المشاريع الحرة والإبداع البشري مقصدا مشتركا ومهمة مشتركة. اليوم، يشمل أولئك الذين يتنافسون للحصول على ميزة في مجال العملات الرقمية حكومات وجهات خاصة، بعضها مـعاد للولايات المتحدة وحلفائها صراحة. في الوقت الحالي، تدرس 114 دولة "تمثل 95 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي" إمكانية إطلاق عملة رقمية تابعة للبنك المركزي، وفي الأعوام الأخيرة، تضخم النظام البيئي للعملات الرقمية المشفرة والأصول الرقمية في الحجم بدرجة هائلة "أو انفجر ببساطة في بعض الأحيان". من جانبها، التزمت إدارة بايدن تماما بالإبقاء على الولايات المتحدة في صدارة التكنولوجيات التي تؤثر في الأمن الوطني والقدرة التنافسية الاقتصادية في المستقبل. يقدم قانون الرقاقات الإلكترونية والعلوم لـ2022، الذي أقره الحزبان، استثمارات حكومية هائلة لتعزيز تصنيع أشباه الموصلات محليا ومشاريع البحث والتطوير في الحوسبة الكمومية، والذكاء الاصطناعي، وغير ذلك من المجالات. ولأسباب استراتيجية مماثلة، قررت الإدارة أيضا إحكام ضوابط التصدير لمنع الصين من جني المزايا العسكرية والاقتصادية الكاملة التي تقدمها التكنولوجيا الأمريكية. كما أوضح جاك سوليفان، مستشار الأمن القومي في إدارة بايدن، العام الماضي، تعتزم الولايات المتحدة "الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الصدارة" على منافسيها. لا يقل المال أهمية على الصعيد الاستراتيجي عن أشباه الموصلات. ليس سرا أن الدور الذي يضطلع به الدولار الأمريكي كعملة احتياطية مهيمنة عالميا ظل لفترة طويلة يشكل مصدرا رئيسا لقوة أمريكا العالمية. الدولار مهم ليس فقط لأنه يـستخدم بشكل شائع لتسوية المعاملات الدولية، بل لأنه أيضا يدعم نظاما أوسع كثيرا يقوم على القواعد لإدارة المدفوعات والتمويل والمدخرات. وأشار البيت الأبيض إلى أنه يتفهم المخاطر. شدد الأمر التنفيذي الصادر في العام الماضي على أن "الولايات المتحدة لديها مصلحة في دعم الإبداع المالي المسؤول، وتوسيع القدرة على الوصول إلى الخدمات المالية الآمنة بتكلفة ميسرة، وتقليل تكلفة تحويل الأموال والمدفوعات المحلية والعابرة للحدود، بما في ذلك من خلال التحديث المستمر لأنظمة الدفع العامة". أضاف الأمر التنفيذي، "الهدف هو تعزيز قيادة الولايات المتحدة في النظام المالي العالمي والقدرة التنافسية التكنولوجية والاقتصادية، بما في ذلك من خلال التطوير المسؤول لابتكارات الدفع والأصول الرقمية"... يتبع. خاص بـ «الاقتصادية» بروجيكت سنديكيت، 2023.

مشاركة :