مصر والقطاع | د. إبراهيم عباس

  • 7/14/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

شئنا أم أبينا، تظل غزة عمقًا إستراتيجيًا للأمن المصري، وذلك منذ عهد تحتمس الثالث مرورًا بكل العهود، وستظل مصر منفذًا ومتنفسًا وشريان حياة لأهل غزة. ولذا فإن ما يحدث في مصر لابد وأن يؤثر على غزة، وما يحدث في غزة لابد وأن يؤثر على مصر، فقد ارتبط الأهالي على الجانبين عبر التاريخ بروابط القرابة والمصاهرة والعرق. وظل الدم المصري والدم الفلسطيني يمتزجان، تارة على تراب فلسطين، وتارة على تراب مصر. وخلال الحكم المصري للقطاع الذي استمر حتى حرب 67، كان القطاع بالنسبة لمصر، كما كانت هونج كونج بالنسبة للصين، وتعلّم أغلب أطفال وشباب القطاع على يد المعلمين المصريين، وكان هنالك قطار يغادر محطة سكة حديد مصر إلى غزة يوميًا ذهابًا وإيابًا يحمل الطلبة والمعلمين والزائرين.. كان مشهدًا رائعًا لعلاقة متفردة جعلت أهالي القطاع يعون جيدًا أهمية مصر بالنسبة لهم، لاسيما وأن الغالبية العظمى منهم تلقت تعليمها الجامعي مجانًا في الجامعات المصرية، التي خرجت آلاف الأطباء والمهندسين والصيادلة والمحامين. في الوقت الراهن ليس بوسع أحد التقليل من أهمية الأحداث على جانبي رفح، لاسيما وأن هنالك أطرافًا تلعب دورًا تحريضيًا يهدف إلى تسميم أجواء العلاقات بين الجانبين، وهو ما يخدم مصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى. لا شك أن حركة "حماس" التي تحكم القطاع منذ ما يربو على خمس سنوات كان لها دور في تأزم العلاقات بحكم العلاقة الأيدولوجية التي تربطها بجماعة الإخوان المسلمين التي لم تعد تحكم مصر الآن، ولكن هنالك حقيقتين لابد من وضعهما في الاعتبار، الأولى أن القطاع ليس كله حماس، والثانية أن الاعتبارات الإنسانية تقتضي فتح المعابر بشكل يومي، بما يتيح المرور البريء (ليسيه باسيه) للطلبة والمرضى، والزوار الذين يأتون من أماكن شتى لزيارة أهاليهم داخل القطاع. من حق مصر تدمير الأنفاق، لما يمكن أن يمر عبرها من ممنوعات، لكن لابد من فتح المعابر لأنها المنفذ الوحيد أمام أهالي القطاع في ظل الحصار الإسرائيلي البغيض.

مشاركة :