استقبال مصر لوفدي فتح وحماس اليوم لاستكمال ملف المصالحة ورعايتها المفاوضات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية من جهة وإسرائيل من جهة أخرى بعد غد ، والمؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة المنتظر أن يعقد الشهر المقبل ، كل ذلك يؤكد على أن الموقف المصري من القضية الفلسطينية لم يتغير طيلة العقود والسنوات الماضية ، بل إن هذا الموقف يحقق إضافة نوعية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال ما نشهده من دعم للقضية الفلسطينية في تلك المرحلة الحرجة والدقيقة التي تمر بها ،والتي يعتبر احتضان القاهرة لكل تلك اللقاءات في فترات زمنية متقاربة أحد مظاهره.كما لابد وأن نستذكر ضمن هذا الإطار الجهود التي بذلتها مصر مؤخرًا لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وحقن دماء فلسطينيي القطاع. هذا الحراك السياسي والدبلوماسي النشط الذي تقوم به القاهرة والذي يهدف بشكل خاص لاستكمال ملف المصالحة الفلسطينية بدءًا من تمكين حكومة التوافق الوطني الفلسطيني بالقيام بدورها في قطاع غزة، وما يتطلبه ذلك من تفعيل عمل الوزارات وعودة الموظفين إلى عملهم وقضية الأمن ومسؤولياته، وأيضًا استكمال المباحثات الفلسطينية - الإسرائيلية غير المباشرة الأربعاء المقبل حول تثبيت الهدنة وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه يؤكد مرة أخرى على مدى حرص مصر على إتمام المصالحة الفلسطينية التي تعتبر الطريق الأقصر لتحقيق حلم الدولة ،وعلى أن القاهرة لا تتردد في اتخاذ كل ما من شأنه تعزيز وتطوير علاقات الأخوة المصرية - الفلسطينية بصرف النظر عن الموقف من حماس. يمكن القول إن هذا الموقف للشقيقة العربية الكبرى مصر ينسجم مع دورها التاريخي وتضحياتها المتواصلة دفاعًا عن القضية الفلسطينية ، التي لم تقتصر على سقوط عشرات الآلاف من الشهداء من أبنائها ، وهي تضحية لا تعود - كما يعتقد البعض- إلى العام 1948 وما بعده ، وإنما تضرب في أعماق التاريخ منذ تبلور الحقيقة الإستراتيجية بأن فلسطين تمثل بعدًا إستراتيجيًا وجيوسياسيًا ، تحديدًا منذ كانت جحافل الجيش المصري تزحف صوب فلسطين لصد الغزاة وللذود عن حياض مصر وفلسطين والأمة العربية بأسرها ، وهو ما وثقه التاريخ في أبرز محطاته في حطين وعين جالوت.
مشاركة :