شيخة الجابري تكتب: التقليد والتبديد والإعلام الجديد

  • 5/1/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يثقل بعض الأبناء كاهل أسرهم بطلبات «ما أنزل الله بها من سُلطان»، تلك الطلبات التي يلتقطونها من وسائل التواصل الاجتماعي ويُروّج لها من يطلَق عليهم بالمؤثرين الاجتماعيين، لاسيما النساء منهم اللائي يملكن سطوة حضور وتأثيراً غير عادي على الشباب الذين يسعون إلى تقليدهن فيما يقمن به من أفعال وسلوكيات، وما يقتنينه من أكسسوارات وعطور ومجوهرات وحقائب وغير ذلك الكثير. هذا الموضوع مثار اهتمام قطاع واسع من أفراد المجتمع لما يمثله من قلق حقيقي لدى الأسر التي قد لا يستطيع أفرادها الوفاء بمتطلبات الأبناء من الماركات العالمية التي يرونها في حسابات أناس لا شغل لديهم سوى الترويج لبضائع غالبيتها مقلدة وغير حقيقية يضحك بها بعضهم على الشاب ترويجاً لمنافذ البيع التي لا يدخلها أحد. ولا يعرف المستهلك مدى جودة البضاعة المشتراة وحقيقتها أصلية أم مقلدة إلا بعد مرور وقت عليها ويصاب بعد عطبها بالدهشة، وقد صرف المبالغ الطائلة عليها؛ لأنه صدّق «فاشنستا» بلا ضمير. هناك قضايا كثيرة في المجتمع تحتاج من المؤسسات العاملة في القطاعين الاجتماعي والإعلامي إلى الالتفات إليها، وتنظيم حملات تثقيف وتوعية للأسر والشباب حول كيفية التعاطي مع مستجدات العصر وما ينهمر على الناس من غث تتبناه مجموعات من الضاحكين على بسطاء يصدقون ما يشاهدون ويتعرضون إلى عمليات ابتزازٍ إرادية نتيجة إدمانهم متابعة شخصيات معينة، تروّج للبضائع المضروبة ليشتريها الناس، بينما هم يحصدون المال من دون عناء بسبب جهل الكثيرين بما يحدث خلف الكواليس. كثير من الأسئلة تلقي بظلالها حول هذا الموضوع الذي تعب كُتاب كثرٌ وهم يتناولونه بالرصد والدراسة، ولا جدوى من كل ذلك، فاستمرار تلك النماذج مرهون بمتابعيهم الذين لا يتوانون عن السهر طوال الليل لمتابعة تحدٍّ على «تيك توك» يكسب فيه أصحاب الحسابات مئات الآلاف وأحياناً الملايين، بينما يخسر الطرف الآخر ما يملك من مال في سبيل الحصول على استمتاع وقتي ينتهي بنهاية سعيدة لمقتنص المال، ومأساوية لفاقِدِه. ونحن نتناول مثل هذه الموضوعات، فإنما نسعى إلى بث بعض الضوء في النفق المظلم الذي يسير فيه بعض الأبناء المقلدين للمؤثرين في وسائل التواصل الذين فيهم من النماذج من تخجل من متابعته حيث الرجل يظهر بملابس النساء، وفتيات لشدّة ما شوّهنَ أنوثتهن تعتقد أنهن رجال بكل أسف. ترى ماذا يحمل لنا مستقبل التقنية من مفاجآت ووجوه ونماذج جديدة؟ الله يستر.

مشاركة :