شيخة الجابري تكتب: أنماطٌ جديدة حياةٌ مختلفة

  • 3/6/2023
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تتعدد أنماط وأساليب الحياة والسلوكيات والأقوال والأفعال في زمن طرأت فيه تحولات جديدة فرضت على الإنسان اتباعها أو الخروج منها، أوالبقاء مراوحاً مكانه بين أساليب الحياة التقليدية وأشكالها وقوالبها الجامدة في نظر إنسان الزمن الجديد. هذه المتغيرات والمستجدات التي جعلت من ضغط زر في جهاز جامد يأخذنا إلى طرق ومسارات لا نفقهُ كيفية الوصول إليها إلا بعد معترك مع التدريب والتأهيل الذي لا بد بعد أن تنتهي منه أن تكون قد تعلّمت على الأقل كيف تقدم طلباً للحصول على علف الأنعام في عزبة الوالدة حفظها الله. زمان وزمان، هذا قبل سنوات قليلة خلت كان المرء يخشى كثيراً على مصدر رزقه، ويتمنى لو تراجعت الأيام، وتقلصت السنوات ليستمر في العمل والكد من أجل أبنائه وذاته، ومستلزمات الحياة التي تثقل كاهله. اليوم بعض الشباب يتأففون من العمل ويتمنون ما كان يتمناه ذلك الحريص على مصدر رزقه ومعيشته، وحينما تسأل ذلك المتعجل للذهاب للتقاعد، إن كانت فتاة قالت أريد أن أعيش حياتي بعيداً عن التزامات الدوام، وإن كان شاباً قال لك تعبت من مديري ومن الروتين. ويكون أقصى الطموح لديهم جنيَ المال من «تيك توك» وربعه. مفاهيم مقلوبة في زمن يتقلب بنا كل يوم بجديده المتسارع. وكان أجمل ما تفعله النساء والرجال عند الخروج إلى التبضع وانتقاء احتياجاتهم، هو الجلوس في مكان هادئ يتحدثون ويتبادلون الآراء بفرح وأريحية، ثم يذهبون إلى وجهتهم ليختاروا البضائع، يتلمسون جودتها، يفحصون الفواكه والخضروات، يربتون على الذبائح، يتجهون نحو المخبز يختارون أنواع المخبوزات التي يشتهونها، ثم يمرون بأدوات المنزل من أوانٍ ومواد تنظيف، واحتياجات الأبناء. يفعلون ذلك باستمتاع وقد تمر بهم الساعات فلا يشعرون بالوقت، أما اليوم فصار كل ذلك من أحلام الأمس، وأصبح التسوق إلكترونياً، سيارات توصيل تروح وتجيء بمواد لا سلطة للمشتري عليها عند اختيارها، ينظر للصورة فيطلب، ثم يدفع، وما أن تصل الطلبات إلى المنزل حتى يكتشف الفرق الكبير بين ما كان يختاره ويلمسه بيده وبين ما يعرضه الجهاز الذي يرافقه طوال الوقت. وعلى المتضرر عند اكتشاف عدم جودة المطلوب، اللجوء إلى الصمت أو الدخول في عمليات إلكترونية جديدة للبحث عن حلٍّ، وقد لا يصل. زمن جديد، وسلوكيات دخيلة، وتحولات قيمية وأخلاقية، أساليب للتواصل لم نعهدها بدأت تظهر، تحولات نسأل الله تعالى أن يقينا ومجتمعنا شرها، ومخاطرها الظاهرة والباطنة.

مشاركة :