تسود حالة من الطمأنينة حال السماع عن صولات وجولات رجال الأمن بعد توجيه القيادة الرشيدة لهم للقبض على متعاطي المخدرات ومروجيها والتعامل معهم بحزم لم نشهده أبدا! والتأكيد على الكشف عن المتعاطين وعقابهم لدرجة فصلهم من وظائفهم! بما يشير للمضي قدما بتطهير البلاد من براثن هذه الآفة الخطيرة على الفرد والمجتمع. وتزداد وتيرة الفرح بسماع تصريحات الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بتمكنها من القبض على متورطين (مواطنين ووافدين) بجرائم تهريب ونقل واستقبال وترويج المواد المخدرة التي تصل غالبا لأطنان من الحشيش والشبو المخدر، والهيروين وأقراص الامفيتامين التي تقدر بملايين الريالات. وتلك المضبوطات تشير لشراسة المعركة مع أعداء بلادنا ومدى حرص هؤلاء المروجين لهذه الآفة المدمرة على تحطيم أبنائنا من الشباب. والمؤلم هو ما يواجهه رجال الأمن خلال أدائهم لمهامهم من مقاومة مسلحة من لدن المهربين والمروجين مما ينتج عنها عادة إصابات بالغة لرجال الأمن خلال القبض على المخربين. ونسأل الله أن يكفي جنود الوطن شر المتربصين ويشفي المصابين وأن يبارك في جهود الباقين، ويقوي عزائمهم ويشد أزرهم. وهذه السموم هي ذاتها التي دمرت سواعد الوطن الفتيَّة بخداعهم بقدرتها على تقوية أجسامهم وهي تهدمها، ونسيان همومهم وهي تؤجلها، وتعديل أمزجتهم وهي تقلبها. وهذه الآفة هي التي هدمت بيوتا معمورة بالاستقرار فقضت على مواردها الاقتصادية وأبعدت عائلها عن المسؤولية، وشتتت أسراً مسكونة بالدفء، وكسرت قلوبا مملوءة بالتفاؤل. فهي بذلك تقوض أساس المجتمع، وتدمر فكر الشعوب وصحتها، وترهق الأوطان واقتصادها. وإني أرجو من الإدارة العامة للمخدرات عدم نشر قيمة المضبوطات المالية أو المبالغ النقدية التي وجدت بحوزة المروجين، لما فيه من إغراء لبعض الشباب، وربما يؤدي للتفكير بالانخراط معهم رغم مخاطرها. ويكتفى بذكر الكميات المضبوطة وأسماء المتورطين، واستخدام الحزم مع قوى النشاطات الإجرامية بإعدام جميع المقبوض عليهم في هذه القضايا ليكون ردعا لهم ولغيرهم بالكف عن هذا العمل الإجرامي. ونرجو أن يستمر التنسيق والتكامل بين الجهات الأمنية المختصة والجهات الخدمية لرصد ومتابعة وضبط محاولات تهريب المخدرات إلى المملكة، وضرورة متابعة السوق الداخلي بكل دقة للمحافظة على شبابنا من آفاتها.
مشاركة :