مصطلح يعرفه السعوديون كثيراً وخاصة أبناء المنطقه الوسطى حيث تمثل تلك الجملة اطارا معنويا لنصيحة مجانية تتربع في حوار الكثير منا خاصة عندما نوجهها بثقة لمن نحبه ونعتقد بطيبته او قلة خبرته.. نعتقد حين نمتطي صهوتها اننا ارتقينا هامات الذكاء والحصافة بكل معانيها واننا تفوقنا على من امامنا.. المشهد الجميل والمثير للضحك احيانا ونحن في السفر ندفع بسخاء وكرم ثم وبسرعة البرق نتوقف عن الدفع ونبتدئ بتذكير بعضنا لا يلعب عليك..! لمجرد انه قدم لنا عرض تخفيضات ومعن في شرح البرنامج ليقنعنا به.. حينها سنشكره ونتفق ضمنيا وبلمح البصر ودون ان نتكلم على انه يلعب علينا وبالتالي علينا رفض عرضه.. ثم وبلمح البصر نقرر اختيار العرض الاخر الذي لم يمعن بتوضيحه..!! لنكتشف بعد انتهاء عملية الدفع انه يقوم بدوره كمرشد سياحي يهمه ان يقدم افضل الخدمات للسياح خاصة في الدول المتقدمة او التي تمثل فيها السياحة صناعة واستثمارا مؤسسيا.. ولكن ثقافة يلعبون علينا تفوقت علينا الى درجة اننا نكتشف خطأنا ثم نؤكد لأنفسنا سلامة موقفنا.. المهم لا يلعبون علينا.. في الداخل ثقافة رفض الاستغفال تزداد مساحة بل وتأخذ اشكالا متنوعة يغلفها الشك الدائم بالاخر خاصة ان كان الرابط ماليا، حين تنهال على هاتفك عروض تخفيضات من هنا او هناك فان الجملة البدهية ستكون انتبه لا يلعبون عليك وإن اكدت لهم ان السعر انخفض فعلا سيردون عليك بسرعة فرصتهم مؤكدين لك وبدون تردد انك فريستهم الجديدة.. ثم مع ضحكة تحمل معاني واكثر من سؤال يلمزونك بكلمة تذكير اخيرة..انتبه لا يلعبون عليك.. ويأتي ابنك مشتكيا لك من موقف او قضية مهما كانت بساطتها او وضوحها فانك ستؤكد له وبسرعة لو كنت ذكيا ما لعبوا عليك..! مع ان الموضوع لم يكن جزءا من احتيال او ما شابه بل اختلافا وخلافا وربما معركة خفيفة بالايدي.. بين طلاب مدرسة يعتقدون ان الرجولة ان تضرب وتُضرب بضم التاء بس لاتبكي ..! العمق في ذلك الموقف لم يكن بغرض تربع ثقافة العنف عند الابناء ولكن تيقظت حاسة الرفض عند حافة لا يلعبون عليك وخلك ذيب لا يلعبون عليك..!؟ فلسفة الشك اخشى انه تخترقها اساسا فلسفة اقسى منها وهي الاستعداد لخداع الاخر.. بقايا ثقافة قديمة اعتاش منها اجدادنا على الاسترزاق من مصادرة اموال الغير باسم الغزو..، وتأكيد شجاعة الرجال وقوة النساء وبأسهن.. في الداخل تصبح تلك الجملة حلقة من حوار لا يقف عند حدود بل تجدها احيانا مرتكزا لتحليل موقف او قرار رسمي او اهلي.. فشركات الاتصال تحظى بنصيب الاسد من ذلك وبكل قوة .. أما تخفيضات المحلات وخاصة غالية الاثمان فهي تمثل لقائلها الاثبات والدليل على صحة مقولته والا فهل يعقل ان تشتري قطعة واحد باكثر من الف ريال ثم يشتريها غيرك بعد ايام بمئات قليلة وربما ينبزك احدهم بعبارة تؤكد انك من قطيع الملعوب عليهم لانه اشتراها من محل آخر باقل من ربع السعر ولكن من سوق شعبي.. واياك حينها ان تشير الى انها مقلدة لانه سيؤكد بالبرهان انهم لعبوا عليك.. تضيع منا كثير من الفرص بسبب خشيتنا من ان يلعبوا علينا اي يستغفلوننا لمن يعرف معنى الجملة.. بالنسبة لي تلك الجملة ترن في رأسي كلما سمعت تصريحا لبعض الوزراء بعد اعلان الميزانية وكأنهم يلعبون علينا فما يعلن من مشاريع يزيد أضعافا مضاعفة عما تراه العين... عموما انتبهوا لا يلعب عليكم تجار الرز، ويعوضون الغرامة من بطونكم.. ان ارتفع فعليكم بالجريش والقرصان..
مشاركة :