لماذا لا نثق في شبابنا؟ - د.هيا عبد العزيز المنيع

  • 6/24/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

سابقاً كنا نمنع الاحتفالات بالعيد خشية ان يتطاول شبابنا على العائلات..، ونمنع الاحتفال باليوم الوطني..، ثم اصبحنا نطالب بتنويع الاحتفالات في الاعياد بل وبات بعضنا ينتقد عدم تنويعها واقتصارها على مناطق دون اخرى.. نعم في البداية اخطأ بعض الشباب في ادراك ثقافة الاحتفال.. وربما جاءت حالات شاذة واخطأت في التعبير او حتى التعامل مع الاسر..، ولكن اليوم تنعم الاسرة السعودية بفعاليات الاعياد وتسعد بتنوع الاحتفالية بكل اريحية مثلها مثل غيرها من البشر في كل بلدان العالمة. في نفس السياق رفض بعضنا عمل المرأة في الاسواق بل واعتبر من يسمح لابنته او اخته او زوجته بالعمل أنه بدون غيرة او ديو.. كما وصفوا اسرا واهالي الطبيبات في السابق..! الرفض دائما يأتي مغلفا بالخوف على المرأة من ضعاف النفوس والتحرش بها، والمفارقة الغريبة ان البعض من الرافضين تطاول على المؤسسة الامنية والمنظومة القيمية للمجتمع حين طالب صراحة عبر شبكات التواصل الاجتماعي التحرش بالعاملات في محلات التجزئة.. واليوم بات وجودهن في الاسواق وقطاع التجزئة مألوفا بل ومرغوبا به خاصة في مبيعات مستلزمات المرأة.. في السابق كان يرفض بعضنا ان تدرس ابنته الطب واليوم بات بعضنا يبحث عن شفاعة واخرى ليتم ابتعاثها لدراسة الطب..، بالامس كانت دراسة القانون من المحرمات والمرفوض واليوم نتباهى بمنحهن تصاريح العمل في مكاتبهن وفي بيوت العدل.. المفارقه في قبولنا للامر ورفضنا له ليست في التحريم والتحليل بل للاسف في توقعاتنا السلبية من شبابنا..، وفي الوقت نفسه نفتح ابواب الثقة لاي شاب غير سعودي..، لا نثق في شبابنا من الجنسين ونثق في غيرهم ايضا من الجنسين..، لكم بعض النماذج..، نرفض ان نستعين بفني كهربائي سعودي حتى وإن كان لاصلاح جرس الباب الخارجي... ولكن لا نجد صعوبة في دخول اي عامل آسيوي او افريقي لاي مكان في المنزل من اقصاه لإقصاه..! نتحسس من سائق الليموزين السعودي بل ان بعضنا يرفض ركوب اسرته معه فيما يقيم في منزله وبغرفة داخل اسوار المنزل سائق آسيوي او افريقي... ويأخذ هذا السائق اطفالنا ونساءنا لمدارسهم واعمالهم ومراجعاتهم الطبية وبعد ايام قليلة يأخذهن لصلاة التراويح.. بالمناسبة هؤلاء الشباب لم يهبطوا من المريخ ولم نتبناهم بشكل مفاجئ بل هم اخوتنا وابناؤنا هم نتاج تربيتنا ونحن قدوتهم.. فهل يحق لنا عدم الثق بهم؟ حين يرفض البعض اي جديد على مجتمعنا مثل الابتعاث او قيادة المرأة للسيارة او ممارسة الرياضة مؤكدة انها ليست حراما ولكن رفضه جاء بحجة انه يخاف عليها من اساءة الشباب او من ضعفها وعدم قدرتها على حماية نفسها عبر مرتكز قيمي اسلامي متجذر داخلها وداخله، الا يشعر هؤلاء باننا نسيء لابنائنا رجالا ونساء. من حق الجميع القبول او الرفض.. ولكن ليس من حق اي احد ان يسيء لمجتمعنا او يتهم شبابنا بالسوء.. ليس من حق اي انسان ان يدعي ان ابناءنا وحوش وذئاب، ليس من حقنا ان نرفض الجديد والتغيير بحجة ان ابناءنا سيئون او انهم مشروع انسان غير سوي.. والمؤكد انه ليس من حق أحد ان يتشكك في ذمة الاخرين وفي نواياهم لمجرد انه يختلف معهم..، وليس من حق أحد ان يربط رفضه بسوء ابنائنا وكأنه يريد ان يرفع الحرج عن نفسه ورأيه الرافض لكل تغيير او تجديد.. في الامور غير المحرمة!!

مشاركة :