منذ عهد معالي الدكتور/ أسامة شبكشي عندما كان وزيراً للصحة من 1416هـ إلى 1424هـ، وعلى مسامع المواطن تتردد بشارة الطفرة التقنية التي ستنقل ملفات مرضى وزارة الصحة (والمملكة عموماً) من عهد الملفات الورقية البائدة إلى العصر الإلكتروني الحديث. طبعاً مرت قرابة 20 سنة على بداية تولي معاليه حقيبة الصحة، ولا يزال الوضع كما هو عليه آنذاك. ودليل ذلك ما نشرته هذه الصحيفة في 20 ديسمبر عن شكاوى المراجعين لمستشفيات مكة المكرمة، معددين مساوئ الوضع الحالي الذي يساعد على ضياع البيانات وتلف الأوراق واطلاع الآخرين على معلومات المرضى والمراجعين. وفي الخبر طبعاً الرد الرسمي التقليدي: (سيتم التحول للملفات الإلكترونية في القريب العاجل)... يا هذا القريب! ويا هذا العاجل! وكي أزيد القارئ من الشعر بيتاً، كان الحلم القديم بأن تُحفظ بيانات المريض في بطاقة إليكترونية شبيهة ببطاقة الائتمان أو بطاقة الهوية الوطنية، ليتنقل بها صاحبها حيث شاء ودون عناء. ولئن كانت وزارة الصحة معذورة بعض الشيء لكثرة الأعباء التي عليها، فإن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات غير معذورة، وهي التي كُلفت منذ عام 1424هـ بالإشراف على برنامج (يسر) المخصص لتقديم الخدمات والتعاملات الحكومية والإلكترونية على مستوى المملكة، ولا جدولة واضحة ولا مواعيد محكمة توضح "متى"، و"كيف"، و"لماذا"!! مرت 10 سنوات على "يسر" وقرابة 20 سنة على "وعد" وزارة الصحة، ولا نور في نهاية النفق الإليكتروني المنتظر. طبعاً وزارة الصحة ليست الوحيدة في الميدان المتعثر، وإنما هو حال معظم الوزارات مع استثناء وزارتي الداخلية والعدل، واللتين قطعتا شوطاً لا بأس به، لكنه على طريقة الدبلوماسية الحديثة (ليس كافياً). ومع هاتين الوزارتين تبرز وزارة التعليم العالي التي قطعت شوطاً طويلاً عبر الجامعات المرتبطة بها، وكذلك برامج الابتعاث وما يتصل بها من خدمات إليكترونية تقدمها الملحقيات الثقافية في دول الابتعاث، وإن كان في الإمكان تقديم المزيد الذي ربما هو في الطريق. أعود إلى وزارة الصحة التي تمثل نموذجاً لعدد من الوزارات (المتأخرة) إليكترونياً، ومتأخرة طبعاً للمجاملة والتخفيف لا للتوصيف. ولا زلنا منتظرين!! salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain