بروفات في خفايا القروبات | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 2/26/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القرُوبَات «الوَاتسبيَّة»، أو مَجموعَات التَّراسُل الفَوريّ -كَما هو تَعريب الفَصحويّين- أصبَحَتْ حَديث النَّاس، ومَا اجتَمَع سعُوديّان -أو سعُوديّتان- إلاَّ كَان الحَديث عَن القرُوبَات ثَالِثهما، نَظرًا لأنَّ هَذا النّوع مِن التَّراُسل؛ أَمسَى يُشكِّل رَأيًا عَامًّا، وأَضحَى مَصدرًا مِن مَصَادر الخَبَر التي يُعتَمد عَليها، رَغم ضَعف بَعض الرِّوايَات..! لقَد كُتبتُ عَن القرُوبَات كَثيرًا، ويَبدو أنَّني سأَكتُب أكثَر، وطَالما هي تَتوغَّل فِينَا، فنَحنُ سنَتوغَّل فِيهَا، والعَين بالعَين، والخُشم بالخُشم، والخَدّ بالخَدّ..! إنَّ آخَر إبدَاعَات جَمَاعة القرُوبَات؛ هي التَّرويج لقرُوبَاتهم مِن خِلال مَا تَضمّه مِن مَشَاهير، وهَذا التَّرويج ذَكّرني ببَعض الإعلَانَات الظَّريفَة، التي تَنتَشر قَبل الحَج، حِين يَكتب بَعض أصحَاب الحَمَلَات عِبَارات مِثل: «حجّوا مَع الحَملة الفُلانية؛ برِفقة الدَّاعية الفُلاني، أو الشّيخ الفُلاني»، كنَوعٍ مِن استدرَاج النَّاس، وإغرَائهم بالاشترَاك في حَمَلَاتِهم..! كَما تُذكِّرني هَذه الأسَاليب التَّرويجيّة، بالطَّريقة التي يُروّج بِهَا مُسوّقو المَوَاسِم السِّيَاحيّة، في هَذه المَدينة أو تِلك، مِن خِلال التَّعاقُد مَع فَنَّانين مَشهورين، لإحيَاء حَفَلَات فَنيّة، تَزامنًا مَع رَأس السَّنَة، وحَفَلَات الأعيَاد، مُستخدمين أسمَاء وصور الفَنَّانين؛ لجَذْب أَكْبَر عَدد مِن السيّاح..! لقَد فُوجئتُ -قَبل أيَّام- بأنَّ أَحَد الأصدِقَاء يُروِّج لقرُوبه، مُستخدمًا اسم عَامِل المَعرفة اليَتيم -الذي هو أنَا- كوَسيلَة استدرَاج وإغرَاء، وللأمَانَة، فقَد سَعدتُ بِمَا فَعله، لأنَّ عَهدي بنَفسي، أنْ أَكون عُنصر طَرد وإبعَاد، ولَستُ عَامِل جَذْب للنَّاس، مِن جَمَاعاتٍ وأفرَاد..! إنَّ القرُوبَات أصبَحت رَابطة بَين النَّاس، وقَد قَال لِي أَحدُهم: إنَّ فُلانًا أَخوه في الدِّين والقرُوب، فعَرفتُ حِينها أنَّ أعضَاء القرُوبَات؛ مِثل أبنَاء الحَارَة الوَاحِدَة، أو كالإخوَة مِن الرِّضَاعَة، الذين يَشتركون في الهمُوم، ولَا يَدخلون ضِمن الوَرثَة عِند اقتسَام التَّرِكَة..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أَنْ أُشير إلَى قصّة قَصيرة، كَتبتُها قَبل فَترَة في «تويتر»، أَقول فِيهَا: «سَألتُه: هَل بَينكما عيش ومَلح؟ فقَال: نَعم، بَيننا عيش ومَلح وقرُوبَات»..! وبَقي -أَيضًا- أنَّني أَتمنَّى أنْ يُعدَّ أَحَد طُلاّب الإعلَام المَوهوبين؛ دِرَاسة مَاجستير أو دكتُورَاة، عَن وَاقع وآفَاق القرُوبَات.. مَا لَهَا ومَا عَليهَا، بعنوَان: «الآثَار الاجتمَاعيَّة للقرُوبَات الوَاتسبيَّة»..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :