يَعلم كَثيرٌ مِن القُرّاء أنَّني خَرّيج الجَامعة الإسلاميّة، ولَديَّ شَهادة رَسميّة يَسبق فِيهَا اسمي لَقب «الشَّيخ»، وهَذا اللَّقب اكتَسبته بعَرق جَبيني، ولَم يَكُن مِنْحَة أو صَدَقَة مِن أَحَد، لذَلك دَعوني أَستفيد مِن هَذا اللَّقب، وأُصدِر رَأيًا بـ»كَرَاهة» الاشترَاك في قروبَات «الوَاتس آب»، وَفق الأدلّة الأربعَة التَّالية: أوّلاً: إنَّ الانضمَام إلَى قروبَات «الوَاتس آب» -في الغَالب- يُضيّع الوَقت، وإضَاعة الوَقت عِند عُلَمَاء السَّلف مِن المَكروهات، بَل إنَّ أَحد مَشايخنا الكِبَار قَال: (إنَّ إضَاعة الوَقت أَشدُّ مِن المَوت، لأنَّ المَوت يَقطعك مِن عَمَل الدُّنيا، أمَّا إضَاعة الوَقت فتَقطَعك مِن عَمَل الآخرة)..! ثَانيًا: إنَّ الاشترَاك في قروبَات «الوَاتس آب»؛ يُشجّع عَلى الغيبَة والنَّميمَة، ويُخفّف مِن الإحسَاس بذَنبهما، لأنَّ الإنسَان -بطَبيعته- يَتشجّع إذَا رَأَى غَيره يَفعل نَفس الفِعل، وللأسَف كَثيرًا مَا رَأيتُ شَخصياتٍ مُحتَرَمَة؛ تُغتاب في القروبَات دُون رَقيبٍ أو حَسيب، بسَبب استسهَالنا لعِظَم الغيبَة؛ التي يُؤكِّد الأثَر النَّبوي أنَّها أَعظَم مِن الزنَا..! ثَالِثاً: إنَّ الاشترَاك في قروبَات «الوَاتس آب»؛ يُساعد عَلى نَشْر الشَّائِعَات، وخَاصَّة مَا يَبدأ مِنهَا بعِبَارة: «كَما وَصلني»، التي تُحيل إلَى المَجهُول، وقَد جَاء في الحَديث الشَّريف: (كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ)..! رَابعًا وأَخيرًا: إنَّ الاشترَاك في القروبَات يُشجّع عَلى النِّفاق، بمَعنَى أنَّ الإنسَان يَنشر افترَاءَات في تِلك القروبَات، وإذَا طَلَبْتَ مِنه أنْ يَنشرها عَلى المَلأ؛ في «تويتر» أو «الصحافة» اعتَذَر قَائِلاً: «هَذا كَلام خَاص للقروبَات»، وإنَّني أَتعجّب مِن شَخصٍ يَقول كَلامًا في القروب، ولَا يَستطيع أنْ يَصدح بِهِ عَلى رؤوس الأشهَاد..!. حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي التَّأكيد عَلى أنَّ هَذه بَعض المُبرِّرات؛ التي بَنيتُ عَليها رَأيي بكَراهة الانضمَام إلى قروبَات «الوَاتس آب»، وأتحدَّى أي طَالب عِلم أنْ يُجادلني في صِحّة مَا ذَهبتُ إليهِ، عِلْمًا بأنَّ بَعض القروبَات فِيهَا نَفعٌ وفَائدة، ولَكن الانضمَام إليهَا -مِن وجهة نَظَري- يُشبه احتسَاء الخَمر، الذي جَعَلَتْه «عَظَمة إثمه» مِن الكَبَائِر؛ رَغم مَا فِيهِ مِن مَنَافِع للنَّاس..!!. تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com
مشاركة :