لبنان.. السعودية تبني وطهران تهدم | حسن ناصرالظاهري

  • 2/26/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يدرك كل الأشقاء فى لبنان على المستويين الرسمي والشعبى بأن الإجراء الذي اتخذته المملكة المتضمن إيقاف الدعم للبنان كان بسبب مقابلة بعض مسؤوليها لمواقف المملكة المشرفة بمواقف مناهضة لها على المنابر العربية والإقليمية والدولية، في ظل مصادرة ما يُسمّى بحزب الله لإرادة الدولة، وبعد أن لمست بأن المواقف السياسية والإعلامية يقودها حزب الله ضد المملكة، وفي الوقت الذي نقدر فيه التصريحات الإيجابية التي صدرت من بعض الرموز النيابية الذين أكدوا على أن للمملكة دورًا طليعيًّا وتاريخيًّا في دعم لبنان، وبأنها كانت حريصة على كل ما يعزز أمن لبنان واستقراره ووحدته، إلاَّ أننا لازلنا نشعر بأن لبنان مختطف من قبل قوى خارجية تقوده سياسيًّا، هذه القوى معادية للمملكة، وهي السبب المباشر في التفكك الذي يشهده لبنان، ولذلك فإن أي مساعدات، سواء كانت مادية، أو عينية تصب في مصلحة هذه القوى التي تملك زمام الأمور حاليًّا في لبنان، ومن يضمن أن لا تصل الأسلحة التي تبرعت بها المملكة إلى أيدي أولئك لتزيد من شوكتهم؟! وفي بلاد يلجأ فيها وزير العدل لإحالة ملف الوزير السابق (ميشال سماحة) للجنائية الدولية، بعد أن يئس من العدالة في لبنان، الأمر الذي يؤكّد لنا من هو صاحب القرار في لبنان. ولا نستغرب أن تنبري بعض الأقلام، وكذلك الصحافة الصفراء لتصف قرار المملكة بأنه ابتزاز سياسي، وبأن الدوافع التي ذكرها البيان السعودي ليست هي الدوافع الحقيقية لإلغاء الصفقتين، بل جاء بسبب «عاصفة الحزم»، التي أملت علينا ترتيب أولوياتنا المالية -كما ذكر ذلك الكاتب المسترزق بصحيفة السفير محمد بلوط- ونسأله: لماذا لم تستنزف الحرب السورية سيّده (حسن نصرالله)، وهو الذي يعتمد في دخله على تجارة المخدّرات، وعلى تجارة الأدوية المزوّرة لتغطية تكاليف عدوانه على الشعب السوري؟!. كما أسلفت فإننا لا نستغرب الهجوم الذي تشنّه بعض الأقلام المسمومة على المملكة، خصوصًا من قبل الكاتب محمد بلوط الذي يعمل هو وزوجته (ديما ناصيف) مراسلة قناة روسيا لصالح المخابرات السورية، حيث سبق لهما أن زوّدا فرع المعلومات بأمن الدولة بصور خاصة، وأسماء لشبان من بلدة بيصري فى درعا، مستغِلَّين مهنتهما، حيث أجريا تحقيقات من هناك. وللذين يرون بأن قرار المملكة يصب سياسيًّا بالدرجة الأولى فى ترشيح العماد ميشال عون، ويطالبون بالتعامل جديًّا مع المبادرة الإيرانية الهادفة إلى تسليح الجيش اللبناني، لا نملك إلاّ أن نبارك لهم هذه الخطى، ونؤكد لهم بأن (عاصفة الحزم) حينما أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لا تقتصر على تحرير اليمن، بل وتحرير سوريا، والعمل بحزم تجاه أي بلد لا يقدر وقفاتنا المشرفة إلى جانبه، ويستبدل سخاءنا وعطاءنا بعداء. لقد اعترف رئيس وزراء لبنان في تصريحه الذي أعقب بيان رئاسة مجلس الوزراء -الذي صدر على استحياء- بالوقفات المشرفة للمملكة مع لبنان فيما يختص بإيقاف الحرب الأهلية، وإعمار لبنان، وإنقاذ اقتصاده، وبناء مؤسساته العسكرية، وتمنيت أن يخرج مسؤول من 8 آذار ليُعدِّد لنا ماذا قدمت حكومة طهران للبنان، ولشعبها غير تسليح ميليشا حزب الله لكى يفرض هيمنته، ويشارك في حروب لم تجلب للبنان سوى الدمار. hnalharby@gmail.com

مشاركة :