تقوم حكومتنا الرشيدة بتقديم المساعدات المالية والعينية في أغلب دول العالم التي تحتاج إلى إغاثة أو مساعدة تأكيداً لدورها الإنساني الذي ينبع من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وتحاول أن تبني صورة جميلة عنا في نظر دول العالم، والحمد لله فقد كسبت أغلى لقب في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - وهو لقبٌ نعتز به جميعاً (مملكة الإنسانية)؛ فحُق لنا أن نفخر بقيادتنا التي كان لها دور كبير في تضميد جروح كثير من دول العالم. لكن هناك من يسعى إلى هدم هذه السمعة الطيبة من المتشددين والمغالين في الدين، الذين نصبوا أنفسهم دعاة حق وهم بعيدون عنه، حتى أصبح السعوديون طرفاً في ارتكاب التفجيرات في بعض البلدان؛ ما جعل كثيراً من دول العالم تُعيد النظر في التسهيلات التي كانت تُمنح للسعوديين عندما كنا محل ترحيب وتقدير، وأصبح التركيز على السعوديين في المطارات وداخل الطائرات وفي أماكن الإقامة، فهم يشكون في أنهم يرتدون أحزمة ناسفة. وهذه الصورة القاتمة كونتها الأيادي التي هدمت كل قيمنا وأخلاقنا الإسلامية، وتناست قوله تعالى {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين} (النحل 125). هذا هو منهج الدعوة إلى الله، وهذا هو أسلوبها: حكمة وموعظة، فإذا وصلت إلى مستوى المجادلة فإنها لا بد أن تكون بالتي هي أحسن، وليس بالعنف والترويع وإزهاق الأرواح البريئة حتى أصبح المسلمون في نظر الكثيرين قتلة وإرهابيين، وهذه الصفة مع الأسف لم تُطلق على غير المسلمين. إننا في حاجة إلى تصحيح مفهوم الجهاد الذي لم يتم تنفيذه إلا في ديار المسلمين، ولم يُقتل فيه إلا أطفال ونساء وشيوخ المسلمين، بينما غير المسلمين يعيشون في أمن واستقرار ورغد عيش، بل إننا نبحث عنهم ونستدعيهم لحل مشاكلنا.
مشاركة :