'كتاب إربد' تكرم الروائية سميحة خريس

  • 6/22/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

احتفى فرع رابطة الكتاب الأردنيين في إربد، وضمن برنامج "منارات إبداعية" بالروائية والقاصة الأردنية سميحة خريس وبمشاركة الأدباء والنقاد: هشام مقدادي، د. مها العتوم وجعفر العقيلي، وأدار الحفل التكريمي الكاتب صالح حمدوني وسط حضور لافت من المثقفين والمهتمين. واستهلت الحفل التكريمي الشاعرة والناقدة د. مها العتوم بتقديم قراءة بعنوان: "بين الفن والواقع: قراءة في الثنائيات والتقابلات في رواية.. بابنوس"، أكدت فيها أن الروائية الكاتبة سميحة خريس في روايتها "بابنوس" رؤية رمزية متخيلة للواقع العربي خصوصا في دارفور السودان من جهة، وللواقع الإنساني عموما من جهة أخرى، ويمكن التوصل إلى مقولة الرواية من خلال القيم الإنسانية والأخلاقية التي تقدمها، فهي في زمن التطرف تدعو إلى الاعتدال والتوازن، بدءا من السلطة ومرورا بالدين وانتهاء بالقيم الإنسانية المختلفة، دون الوقوف عند شروط اللون أو الجنس أو العرق، بل تتجاوزها جميعا، لتعيد الكون إلى لحظته الأمومية الأولى دون حروب ومنافسات وصراع مصالح.  وأشارت د. العتوم إلى أن رواية "بابنوس" تقدم في ظاهرها قصة متخيلة بسيطة لأناس بسطاء من السودان اختاروا الابتعاد عن المدينة والمركز، لكن تطالهم الحرب القائمة في دارفور، وتنتهي القصة نهاية مأساوية بتشريد هؤلاء البسطاء في السودان وخارجه، إلا أن هذا حاضر النص، وثمة علاقات غيابية يستدعيها ويحيل إليها، "إن العلاقات الغيابية علاقات معنى وترميز، فهذا الدال يدل على ذاك المدلول، وهذا الحدث يستدعي حدثا آخر، وهذا الفصل الروائي يرمز إلى فكرة ما، وذاك الفصل يصور حالة نفسية ما، أما العلاقات الحضورية فهي علاقات تشكيل وبناء". وبيّنت د. العتوم أن هذه الرواية تبنى على الثنائيات، وفي الوقت نفسه فإن هذه الثنائيات تتلاشى في العمق كأنها ظاهرية شكلية، وتبدو في لحظة من اللحظات كما لو كانت غير موجودة، ابتداء من عنوانها الموحي والذي يشكل أساسا مهما في فهم الرواية وبلورة مقولاتها، "وبذلك لا يصبح العنوان عتبة نقتحم منها أغوار النص وفضاءه الرمزي الدلالي". فيما القاص هشام مقدادي قدم قراءة في تجربة سميحة خريس الروائية قال فيها: يحدث أن يتحول الروائي في لحظة ما إلى شخصية من ضمن الشخصيات التي نسجها، أو أن يتمثل ثيمة ما، فالشجرة التي كتبت خريس عن تمظهراتها في "شجرة الفهود والقرمية" تماهت معها في تجذرها في العمل الأدبي والنتاج الذي أينع وأثمر أعمالا متنوعة شملت العديد من الأجناس الأدبية، إلا أن الرواية مثلت المشروع الأهم في تجربة سميحة خريس، لذا توقفت عند محطات محددة من الأعمال الروائية، ولم يجر انتقاء هذه الأعمال عفو الخاطر، بل جاء للإشارة إلى نقاط محورية في مسيرة الروائية. وأشار بأن رواية "شجرة الفهود والقرمية" تعمل على رصد التحولات الاجتماعية والفكرية والثقافية والاقتصادية والحضارية الناجمة عن تعاقب الأجيال، ورصد أثر تلك التحولات، وفي كلتا الروايتين: تقاسيم الحياة وتقسيم العشق تم رصد التحولات الفكرية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي حدثت عبر تتبع الأجيال ضمن السياق التاريخي الحاضن. وأكد مقدادي خريس في روايتها "خشخاش" تحررت الكاتبة من امتزاج الغرائبي بما هو واقعي لصالح الأول فقد لعبت الغرائبية دور البطولة في حكاية لم تتجاوز العجيب المتوارث بل عمقته وبنت عليه، لذا فقد جاءت الرواية مندغمة بأصول القص الغرائبي التراثي، بأن رواية "بابنوس" جاءت مخالفة لكل ما سبقها من أعمال روائية، فالمكان والموضوع مختلفان اختلافًا كليًا عما سبق، المكان ليس إربد كما هو الحال في شجرة الفهود ولا عمان كما الحال في "دفاتر الطوفان" ولا حتى الكرك في رواية يحيى، "بابنوس" رواية السودان البلد الذي حملت له الكاتبة ودًا كبيرًا. أما القاص والإعلامي جعفر العقيلي قدم ما يشبه الشهادة الإبداعية تحدث بداية عن المحطات الكثيرة التي عرّفته بالروائية خريس وعن الزميلة في العمل الصحفي، ومن قدم بانوراما حملت عنوان "خرابيش الحرف على الروح" لسميحة خريس.. صوغ العالم بالكتابة كما نشتهي، أشار فيها إلى أن خريس التي صدر لها حوالي عشرين كتابا في فنون السرد، ترى الكتابة بوصفها "لا تخلو مِن رغبة دفينة في صـياغة العالم على ما نحبّ ونشتهي ونتوقّع"، وهي "بحثٌ عميقٌ في دواخلنا وتحايُلٌ للبوح بالأفكار والمشاعر" بحسب تعبيرها.  وقال العقيلي، في كتابها/ الشهادة الذي اختارت له عنوان "خرابيش الحرف على الروح" الصادر عن الآن ناشرون وموزعون تعاين صاحبة "فستق عبيد" التي نالت جائزة كتارا للرواية العربية (2017) حال المبدع بعد نضوج التجربة، فتقول في ذلك: "أقتربُ حثيثاً مِن الستين، وأتركُ طواعيةً نَزَقي وجنوني، وأميلُ إلى حالةٍ مِن الدّعة والتأمُّل أقرب إلى السُّكون، أقرأ؛ ولا أستمتع بسهولة.. باتت ذائقتي مستعصـيةً على البسـيطِ والسطحيّ والعادي".  وتابع العقيلي، حيث تستذكر في الكتاب مرحلة الطفولة بعد أن تقرّ بوطأة السنين على التجربة: "في طفولتي حلمتُ أني أطير وأجترح المعجزات، وخجلتُ مِن البوح بالآفاق التي أسافر إليها كلّ مساء، ثمّ في كهولتي رحتُ أتشبّث بالحلم وأراهن عليه، وأحوِّلهُ وقوداً للكلمات". وخلص العقيلي إلى القول: وتذهب خريس بعيدا في البوح ملخصةً تجربتها في كتابها "خرابيش الحرف على الروح"، بقولها: "اخترتُ أنْ تظلّ عيناي مفتوحتين على المَعنى والتأويل، وأنْ تحملَ نصوصـي ثِقَل الحياة المحيطة بنا، وخفّة الكائن". أما المحتفى بها والمكرّمة خريس فتحدثت عن علاقتها بمدينة إربد والحميمية التي تسكن قلبها لمسقط رأسها، شاكرة فرع الرابطة في إربد على هذا التكريم والحفاوة. واختتم الحفل بتقديم درع المنارة لخريس من قبل مجموعة من الكتاب والأدباء.

مشاركة :