احتفى فرع رابطة الكتاب الأردنيين في إربد، بالمخرج المسرحي باسم دلقموني ضمن برنامج "مبدعو الزمن الجميل" بمشاركة الكاتبين: حسن ناجي، والدكتور طارق زياد، وأدار مفردات الندوة التكريمية الكاتب و الفنان الفوتوغرافي صالح حمدوني وسط حضور لافت من المثقفين والمهتمين. الورقة الأولى قدمها الكاتب المسرحي حسن ناجي وتحدث عن علاقته بالمخرج باسم دلقموني وعمله معه ككاتب مسرحي فقال: التقينا منذ أكثر من خمسين عاماً، كان شعارنا كم أنت تحب فأنت إنسان، كم أنت تعطي فأنت إنسان، وبدأنا نزاوج بين الحب والعطاء لتعانق إنسانيتنا هذا الوطن وأشار ناجي إلى أن مسيرة باسم دلقموني تمتد إلى مساحات حب لهذا الوطن، وطن يمتد فيه من النبض إلى النبض، واستمر عطاء باسم نابضاً بالصدق والوفاء، على يديه تتلمذ الكثير من المبدعين مسرحياً وأصبحوا قامات تعطي منهاج باسم حباً ووفاء وصدقَ انتماء. وذكر ناجي بعض الأسماء الذين أصبحوا نجوماً في سماء المسرح وأساتذة عطاء من أمثال: مخلد الزيودي، وعمر نقرش، وفراس الريموني، ومحمد الرفاعي، وليس آخرهم طارق زياد، جميعهم جاؤوا إلى الجامعة بذوراً فكان باسم تربتهم الخصبة التي منحتهم السنابل، وما زالوا أوفياء عطاءً للوطن ومحبةً لباسم. وأكد ناجي بأن باسم دلقموني مخرج مسرحي استثنائي، ما كان يوماً بحاجة إلى ممثلين نجوم ليشاركهم نجوميتهم لكنه كان يبحث عن البذور القابلة للنماء فاختار طلاباً من الوطن مدنه وأريافه منذ السنة الأولى لدراستهم في الجامعة والذين يسعون إلى النجومية فرسم لهم سماءً من الفن المسرحي، تمثيل، إخراج، كتابة، موسيقى، تصميم ديكور فأناروا هذه السماء بأنوار عطائهم، أصبحوا كما تمنوا، وكما أراد لهم باسم وهم كثيرون وسأذكر أسماء بعضهم لكثرتهم: عمران العنوز، جميل براهمة، رياض طبيشات، محمود بطاينة، عصام الخطيب، حسين طبيشات، علي الجراح، فتحي الجراح، صالح العمري وسليمان العمري هؤلاء نجوم يعتز بهم باسم دلقموني، وهم أوفياء له، منهم المخرج والممثل والكاتب ومصمم الديكور. فقد اتخذ باسم دلقموني طريقاً جديدة في التعليم المسرحي فقد قرر فتح المجال بين الطلبة للكتابة، وقام بإخراج مسرحيات تحت مسمّى التأليف الجماعي ونجح الجميع في ذلك. وبيّن ناجي بأن باسم دلقموني فنان استثنائي، ومن ميزاته أنه يميل إلى التحدي دون أن يعلن ذلك، وأعطيت مثالاً على طلبة جامعة اليرموك الذين بدؤوا مع باسم من ألف باء المسرح. وأضاف ناجي حين قال: عملنا معاً داخل الجامعة، وعملنا معاً خارج الجامعة مع مؤسسة رعاية الشابات التي كانت بإدارة المتميزة ناريمان الروسان، التي قدمت لنا البيئة الخصبة للأعمال المسرحية من قاعة تدريب إلى فتيات يرغبن بالغناء والتمثيل، فقدمنا أعمالاً مسرحية غنائية لأول مرة في الأردن من تلحين فنانين متميزين وهم نبيل شرقاوي ومحمد غوانمة وأحمد دغيمات ،وأداء طالبات أعمارهن بين الخامسة عشر والثامنة عشر فقط، ومن هؤلاء المتميزات: سهير التل، فخر عبنده ، وقد كانت كثير من هذه المسرحيات الغنائية تحت رعاية رئيس الجامعة آنذاك عدنان بدران، وعملنا مع نادي الصم والبكم، وأخرج للشباب والشابات الصم أكثر من مسرحية، وعملنا مع المدارس، والنادي العربي . وهو من مؤسسي فرقة مسرح الفن ورئساً لها لعدة دورات وشارك معها بإثني عشر مهرجاناً محلياً وعربياً، كان باسم دلقموني نجماً من نجوم مهرجان جرش فقد عرض في المهرجان الأول عملين، مسرحية غنائية للأطفال بالتعاون مع المدرسة النموذجية لجامعة اليرموك عُرضت على مسرح ارتيموس، ومسرحية العرس الأردني بالتعاون مع مركز شابات إربد والتي عُرضت على المسرح العام، وهو أول مخرج يقدم عملين معاً في مهرجان جرش، ولم تتوقف عروضه في جرش بل بقي مستمراً في الحضور، باسم دلقموني كتاب لا يُختصر فمعذرة إذا حاولت الاختصار. أما الفنان والمخرج الدكتور طارق زياد قدم شهادة تحدث فيها عن علاقته بأستاذه بالمخرج باسم دلقموني فقال: أول لقاء جمعني بأستاذي وعرّابي ومعلمي القدير باسم دلقموني كان قبل 23 عام تحديدا في أيلول من عام 2000، حيث انني ذهب لنقابة الفنانين الأردنيين وطرقت أبوابهم لكي أصبح ممثلا حت التقيت بالفنانة ريم سعادة التي كانت نائب النقيب في حينها وأشارت إليّ بضرورة التعرف على ملك المسرح في إربد على حد قولها ونصحتني بالذهاب لباسم دلقموني في جامعة اليرموك وبالفعل هذا ما حصل. وذكر د. زياد وبدئنا الرحلة وانطلقنا بمسرحية "المستأجر الجديد" ليوجين يونسكوا وقام بتنبيهي منذ البداية بضرورة الالتزام ثم الالتزام ثم الالتزام ثم الصدق وعدم وضع الربح المادي نصب عيني، وقام بتزويد من مكتبته الفنية بمجموعة من الكتب التثقفية التي جلبها معه من المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة، ولم يبخل عليّ بأية معلومة أو استشارة فنية. وأكد د. زياد بأن دلقموني كان الأب الحنون وكنت أشعر أنني ابنه الفعلي فقد كان صاحب الفضل علي مسرحيا، و استمرت الحكاية حتى بدأت احترف على يديه لمسرحيتي "نعم" ومسرحية "رحلة نكرة وكلاهما في عام 2005، وكان ذلك بانطلاق مهرجان إربد المسرحي الأول، ولن أغفل دور فرقة مسرح الفن إربد التي ضمني بها منذ العام 2000، التي تخرج منها عشرات الفنانين الأردنيين وكلنا تتلمذ على يديه، كيف لا وهو المعلم والأب والمحتوي. وتحدث د. طارق زياد عن محطتين رئيسيتين أثرتا في مسيرة المخرج باسم دلقموني منذ عودته للأردن حيث تم تكليفه من قبل وزير الثقافة الأسبق الشريف فواز شرف بضرورة استمرارية العرض في المحافظات حيث كانت تلك الحقبة ترفض الفن بكافة أشكاله وبذلك عمل خلق جو مسرحي واستقطاب جمهور مسرحي متعطش لكل ما هو مؤثر في الوجدان ما إن مسرحه التصق بالصبغة السياسية والوطنية، وكان يعتمد في إخراجه على الأداء المسرحي غير آبه لكل المؤثرات التي من شأنها أن تلفت الأنظار عن أهمية الأداء التمثيلي. أما التأثير الثاني في حياة دلقموني هو مشاركته ضمن استديو الممثل الذي كان بقيادة الفنان العربي الكبير محمد صبحي واستطاع باكتسابه تلك الأرض الخصبة أن يغرس فينا كمواهب أردنية مفهوم مختلف في الأداء والإخراج. أما المحتفى وبمجزه الفني الإبداعي المخرج باسم دلقموني تحدث عن مشواره الفني منذ دراسته الإخراج في القاهرة على أساتذة كبار من ممثلين وأعلام في الإخراج من مثل: عبدالرحمن شرقاوي وسعد أردش وسميحة أيوب وغيرهم من المبدعين الذين كان لهم الأثر الأكبر في مسيرته الفنية الإخراجية. والختام كرّم نخبة من المبدعين برفقة رئيس الفرع الشاعر أحمد طناش الشطناوي درع مبدعو الزمن الجميل المخرج دلقموني والمشاركين في الحفل التكريمي.
مشاركة :