وسط حضور كبير ولافت من المثقفين والأدباء والإعلاميين، احتفى فرع رابطة الكتاب الأردنيين في إربد، ضمن برنامج "منارات إبداعية" بالمنجز التراثي للباحث والتربوي الكاتب الأردني الدكتور أحمد شريف الزعبي، وشارك في حفل التكريم الذي أدار مفرداته الشاعر أحمد طناش الشطناوي الأدباء النقاد: الشاعر الدكتور راشد عيسى، الدكتور محمد العناقرة، والروائي هاشم غرايبة والمحتفى به. واستهل الأمسية التكريمية الشاعر والناقد الدكتور راشد عيسى الذي أشاد بدور الزعبي في توثيق الأغنية الشعبية الأردنية في مؤلفاته مما يحفظ هذا التراث من الاندثار. وأضاف د. راشد عيسى معتبرا كتاب الدكتور أحمد شريف الزعبي "الأغنية الشعبية الأردنية" كتاب رائد في مجاله خصيب في تفصيلاته وأراه مصدرا رئيسا لا غنى عنه في دراسة التراث الأردني، فهو يكشف عن أنواع الأغاني وألوان الغناء العشبي وأساليبه ومفرداته، فالأغاني التي أوردها الباحث تنطوي على أسماء أماكن أردنية وعلى أدوات الزينة عند العروس وعلى أسماء شخوص بارزين وحوادث شهيرة وأسماء العشائر والقبائل، كما لو أن هذا الغناء وثيقة تاريخية وهو كذلك. وقال د. عيسى كذلك إلى جانب ما سيق الحكم الإنسانية الخالدة والأمثال فضلا عن إبراز اللهجات في المناطق المختلفة من الأردن ومثيلتها في فلسطين وبلاد الشام والجزيرة العربية والعراق، ويقدم لنا الباحث نماذج فريدة من أهم الأشعار الشعبية المتداولة من مثل أغنية "يا نجم" التي جابت الأردن وتعرضت للزيادة والنقصان. وأكد د. عيسى بأنه قد ثبت عالميا أنه كلما امتلك شعب ما خصوصية تراثية متميزة صادقة، فإنه ينال الاحترام والإعجاب من الشعوب الأخرى، وفي الأردن تضاعفت أهمية الأغنية الشعبية فصارت شهادة وثائقية على سير الأحداث الاجتماعية والسياسية المختلفة، وعبرت عن الوجدان الشعبي الأردني خير تعبير وكانت وسيطا فنيا مهما في بناء الحس الوطني الشجاع، ولا شك أن الأدوات الموسيقية التي تصاحب الأغنية الشعبية مثل: "الشبابة، الربابة، الأرغول، الطبل، والسمسمية" تحقق المسّرة الأكبر للعازف والسامع معا، فهذه الآلات أصدق من غيرها في التعبير عن الشجن أو السرور. وبيّن د. راشد عيسى أن هذه الأهمية الكبرى للأغنية الشعبية نهض الباحثون في الأدب الشعبي الأردني يعدون المؤلفات والتصنيفات التي تسعى لتوثيق كل ما يخص عالم الأغنية الشعبية وعلى رأس هذه الكوكبة من الباحثين الدكتور أحمد شريف الزعبي ولاسيما كتابه القيّم "الأغاني الشعبية الأردنية" وقد دلل د. عيسى خلال استعراضه لبعض الأغاني حيث أدّاها بصوت شجي مما بعث بعدا جماليا للأمسية والأغنية الشعبية. إلى ذلك قدم الدكتور محمد عناقرة شهادة إبداعية في حق المكرّم تعرض فيها لسيرة المكرّم خلال سنوات خدمته في وزارة التربية والتعليم وما تلاها من تفرغه للبحث في التراث الشعبي الأردني. من جانبه ذكر الروائي هاشم غرايبة أن الزعبي في رحلته مع الإبداع سبر أغوار الذاكرة الأردنية وجمعها بين دقات كتبه، وفي معرض حديثه أشاد بالجهد الكبير الذي يحتاجه الباحث لجمع هذا الإرث الثقافي والشعبي والمجتمعي، مؤكدا أن الزعبي من خلال كتبه الثمانية التي صدر معظمها عن وزارة الثقافة أضاف للمكتبة الأردنية إرثا غير مسبوق، ودعا الباحثين للتعمق في دراسة مؤلفات الزعبي لما تحوي من تراث شارف على الاندثار على حد تعبيره داعيا للمحافظة على إرثنا الوطني الذي نعتز به. المحتفى به والمكرّم الدكتور الباحث أحمد شريف الزعبي في كلمته التي شكر فيها فرع رابطة الكتاب الأردنيين في إربد، برنامج "منارات إبداعية" الذي أعطى بعدا آخر للحياة الثقافية على مستوى الوطن وشكر المتحدثين، مشيرا إلى أن ما قدمه من مؤلفات في السنوات السابقة ما هو إلا جزء يسير مما يحلم به وأن هناك أربع مخطوطات تنتظر أن ترى الضوء عما قريب. وفي نهاية الحفل قدم مجموعة من منارات إربد الثقافية والإبداعية ويرفقهم النائب محمد الشطناوي الدروع التقديرية للمشاركين ومنارة إربد الإبداعية للمكرمة الدكتور أحمد شريف الزعبي.
مشاركة :