احتفى فرع رابطة الكتاب الأردنيين في اربد مساء الثلاثاء، بتجربة القاص والروائي هاشم غرايبة وتكريمه ضمن برنامج "منارات إبداعية" بمشاركة نقاد وشعراء: الدكتور محمد عبد القادر، المتوكل طه "فلسطين"، الدكتور عمر الغول، وعارف عواد الهلال، وأدار مفردات الحفل التكريمي الكاتب صالح حمدوني وسط حضور لافت من المثقفين والأدباء والمهتمين. حمدوني في تقديمه المشاركين استعرض تجربة ومسيرة المحتفى به وكما تحدث حول سير المشاركين، وأشار إلى قاله عنه القاص سعود قبيلات وأيضا إلى فقرات من أقوال هاشم غرايبة ورؤاه الفكرية والأدبية. المتحدث الأول الناقد د. محمد عبدالقادر الذي قدم قراءة حملت عنوان: "طوق الزمن وفضاء الياسمين.. قراءة في رواية القط الذي علمني الطيران" لهاشم غرايبة، حيث أشار إلى أن الرواية سردية فنية بديعة وممتعة لتجربة أو لملامح من هذه التجربة التي خاضها هاشم شابا سجينا في مطالع العشرين من عمره وفي أواخر سبعينيات الفرن المنصرم بسبب انتمائه لحزب يساري محظور آنذاك، وتهدف القراءة إلى تسليط الضوء على تجربة الكاتب كسجين سياسي حزبي يساري قدم ملامح من هذه التجربة في رواية دمجت بمهارة عالية معطيات الواقع والذاكرة والخيال لتبني سردية تتجاوز كتب السيرة التقليدية واليوميات التي تقدم سجلا متتاليا لأيام السجين كما فعل غرامشي، وفي الرواية يحضر الكاتب باسمه الصريح أحيانا، وأحيانا أخرى باسم عماد الحواري. من جانبه الشاعر والروائي الفلسطيني الدكتور المتوكل طه قرأ قصيدة أسماها "أرض الغزالات" أهداها إلى هاشم غرايبة قصيدة تأمل فيها الشاعر حال الأمة العربية وما آلات إليه في هذا الزمن الهرم. يقول في قصيدته: "نهر وقلبان، قدسي وعمّاني/ والماء في وردة الإنجيل قرّاني/ كأن إربد أو عمون إن نظرت/ إلى الغروب ترى إشراق كنعان/أو الجبال، وقد طالت بعزنها/ يشوقها في هلالي نور صلباني/ هذي البلاد كأن الله خصَّ لها/ ناسا من الشمس أو من لحم بركان/فإن تصادى بها ناي الشهيد على/ ما قد تغنى عرار وابن طوقان/ فالحسن للإربدي الفحل إن ذهبت/ به المفارقة الدنيا إلى الثاني". أما الدكتور عمر الغول تحدث عن مشروع هاشم غرايبة الثقافي الذي اعتبره مشروعا مؤسسا هام تعجز عنه مؤسسات كبيرة، هاشم معه في الكثير الأعمال والمؤتمرات الثقافية من خلال مكتبة الحسين طلال في جامعة اليرموك، ومن خلال نادي القراء والقارئات حيث عقد غرايبة العديد من الورشات التدريبة على مهارة الكتابة الإبداعية حيث اكتشف و تبني العديد من المواهب الذين أصبح لهم دور بارز في المشهد الثقافي. فيما قدم الشاعر والروائي عارف عواد الهلال ما يشبه الشهادة الإبداعية قال فيها: أستهل شهادتي بالاستدراك على النقاد الذين اجتهدوا بالكتابة عن الأديب هاشم غرايبة، فتناولوا أعماله فرادى، ولم يأخذوها مقرونة ليتبيوا التباين بينها، ويتلمسوا الاختلاف في طرائق صوغها، وأساليب نسجها، لينضح لهم بعد إمعان البصر، أن لكل رواية من رواياته كساءها الذي يختلف عن رداء أختها، وبناءها الذي لم يشاكل سابقتها، وجادتها وجدتها، فتبدو كل واحدة وكأنها قد حبرت بقلم لم يكتب به من فبل، فلو قرأها من لا يعرف كاتبها ، لظن أن لكل نص قائلا، وليست جميعها من نبع واحد، وتلك ملكة لا يؤتاها كل راغب، ولا تتهيأ لكل كاتب. أما المحتفى به وبمنجزه الإبداعي هاشم غرايبة شكر كل القائمين على هذا النشاط والمشاركين، ومشيدا بكل متحدث على ما قدمه في هذا الاحتفال. إلى ذلك قدم رئيس الفرع الشاعر أحمد طناشالشطناوي والناقد الدكتور نايف العجلوني درع المنارة لعاشم غرايبة، وكما تم تقدم الدروع للمشاركين.
مشاركة :