•• لا يخلو أي بلد في العالم من وجود "خونة" و"قتلة" و"سفاحين".. و"مرتزقة" و"متواطئين" فيه بدرجات متفاوتة.. •• وإذا كانت هناك أسباب معينة للجوء هؤلاء إلى تلك الأعمال "المجرَّمة" شرعاً وقانوناً ومواطنة.. ويرد في مقدمتها: الفقر والعوز.. والتلوث الفكري والعقدي.. وازدواجية الولاء.. والانحدار الأخلاقي بالتعاطي للمخدرات بأنواعها.. تبعاً للحالة العامة التي تعيشها الدول من النواحي الاقتصادية.. والتربوية.. والثقافية.. إلا أن الشعور بالمواطنة والارتباط الوثيق بالمكان.. وبالتاريخ.. وبالهوية الواحدة.. يجب أن تظل أقوى من كل تلك العوامل والمؤثرات ما لم يكن هناك خلل جسيم تجب معالجته واستئصال أسبابه: •• وما يحدث في وطننا في السنوات الأخيرة، وكشفت عن ملامحه المؤسفة المحاكمات الحالية في الرياض لشبكة التجسس لصالح إيران.. تُشير إلى أن هناك تغيراً ملموساً وتأثيراً كبيراً على تلك القيمة العليا المتمثلة في "المواطنة الصالحة" عند بعض الناس.. •• وما يؤسف له حقاً هو أن يظهر لنا من هؤلاء حملة دكتوراه ومتخصصون في علم الفيزياء والاقتصاد والطب والتقنية ومديرو شركات وبنوك وعسكري واحد.. وهم أناس يفترض فيهم.. حُسن المواطنة.. وصدق الولاء.. وعمق الانتماء لهذا البلد أكثر من غيرهم.. •• وإذا كان هؤلاء قد ظهروا لنا حتى الآن.. ومنذ ألقت السلطات الأمنية القبض عليهم في العام 2013م، فإن الخوف هو أن يكون هناك آخرون قد انقادوا إلى هذا المستنقع العفن.. ووضعوا أيديهم الملوثة في أيدي أعداء هذا البلد وعملوا لصالح أعدائنا أو ما يزالون يعملون ضد بلادهم من تحت الأرض.. بصرف النظر عن الأسباب والمبررات التي جعلتهم يخونوننا.. ويتجسسون على مؤسساتنا العسكرية والأمنية والاقتصادية ويقدمون المعلومات الخطيرة لأعدائنا.. •• لقد كنا نشفق على بلدان أخرى صارت مسرحاً للجاسوسية في منطقتنا لصالح إيران وغير إيران على يد بعض أبنائها.. كما صاروا أدوات للتدمير وبث الفتن وممارسة الإرهاب داخل تلك الأوطان.. وكنا نتفهم لماذا يحدث هذا فيها.. وبالذات في ظل انتشار الفوضى والتسيب والفساد والفاقة فيها. •• لكن أن ينتقل هذا السرطان الخبيث إلى بلدنا.. سواء بدوافع فكرية.. أو طائفية.. أو أخلاقية.. فإن هذه هي الحرب الحقيقية الأكبر التي يجب أن نواجهها بقوة.. وأن نعمل على تطهير بلادنا منها بكل الطرق والوسائل والإمكانات.. وبأعلى درجة من التأهب. •• فإذا كانت الطائفية أو كانت الانحرافات الفكرية.. أو التشدد والتزمت.. أو الطبقية من بين الأسباب التي تجعلنا عرضة لهذه الحالة من الانسلاخ التام عن الوطن والوطنية.. فإنه علينا ليس فقط إصدار الأحكام القضائية الحازمة بحق هؤلاء "الخونة" وجز رؤوسهم على مرأى ومسمع من هذا العالم بصرف النظر عن ردود الفعل الخارجية المعروفة لنا سلفاً.. وإنما يتوجب علينا أن نبحث أيضاً في الأسباب والظروف والدوافع التي سوغت الخيانة لهم.. وأن نعمل فوراً على معالجتها لكي نحفظ لهذا الوطن تماسكه.. وتوحده.. واعتزاز الجميع به كوطن لا يماثله وطن في كل الدنيا.. •• وإذا كانت هناك حاجة لإصدار تشريعات جديدة.. ومباشرة خطوات أو إجراءات حازمة أكثر.. فإن علينا أن نسارع في سنها وإصدارها لتأمين سلامة بلادنا من الداخل قبل الخارج. *** •• ضمير مستتر: •• لن يحمينا العالم من الخونة ومن يدفعونهم إلى العبث بأمننا وسلامتنا إذا نحن لم نتخذ القرارات والأحكام والإجراءات الرادعة والحازمة والعادلة فوراً).
مشاركة :