أحمد العسم يكتب: «فنان الكورة» العالمي

  • 1/22/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مات بيليه في 29 ديسمبر 2022، عن عمر ناهز اثنين وثمانين عاماً... ربما يقول البعض إنها كتابة عاطفية كتبت من فيض محبة، وربما يقولون مبالغة محب يحاول أن يقول إن الحب أعمى وله ساق طويلة بالغ في وصفه، لكنها حقيقة سمعتها من الآباء الذين عاشوا تلك الفترة، والذين لا يصفون شيئاً إلا حضروه وكانوا أمينين على نقل الأحداث كأنك تشاهدها، ولربما حضرت أجزاء بعد انقطاع في تلفزيون الجيران الذين يملكونه، وكانت قصيرة لصغر السن والمدرسة والدروس أيام الأبيض والأسود، سرد الآباء يُطبع في خيالنا ويسعدنا ونطبق ما يقولون في ملعب الفريج ولا نهتم حتى لو تألمنا من الركض على الحجارة المندسة في الملعب الرملي، إلى هنا وظللنا في لهفة إلى الاستماع إلى ذلك البطل الذي شغل العالم حين لم تكُن التقنية والبث المباشر قد حضرا ولا أظن سيأتي أحد بعده. مات بيليه… ولا أظن أننا سنرى كرة قدم تلعب تشبه تلك التي لعبها بيليه، ولا الأيام ستعود ونشاهدها تلعب كالتي في أحلامنا، بيليه حلمنا وهو يلعب وحين يركض وحين نحن نركض في الملعب وراءه في خيالنا، لأنه ركلها هناك كرة جميلة فيها كل الأماني التي جعلت طفولتنا متحدة بأننا لنا قدم وأهداف في كل الزوايا، عارضة وقائم وشباك وملعب كبير، وبيليه الذي لعب وأجاد في فرض السهل أتاح الفرص للآخرين من لعب معه وتركهم يبدعون حتى أصبح كل واحدٍ منهم متميزاً في مركزه، هكذا هو ثلاث كؤوس للعالم حملها وأسعد أمة كبيرة برازيلية هتفت له. مات بيليه... وشعرت بأن حديث والدي عنه قد انتهى، وأن النهاية وضعت نقطة في آخر السطر، بيليه الذي كان وفياً لكرة القدم محباً لها، اجتمع على حبه الجميع على مر العصور، ارتفعت حين كتبت باسمه كل الفنون الكروية، كان بيليه زمناً يتجدد كلما خرج فن كروي جديد قالوا كان بيليه يفعل ذلك.. والآن خرج يلوح بيده التي في ذاكرتنا بأنه لن يستمر في الحضور والمشاركات، والآن أوقف نشاطه الاجتماعي للأبد، رحل «ملك الكورة» تاركاً سجلاً كبيراً ومهماً لكرة القدم، التي تُلعب بالعقل لا بالقدم، تُلعب باسمه، بيليه الذي كتبنا اسمه على الجدران والشواطئ والفرجان، هذه الأيام والأمكنة والسنين وآخر التحدي. مات بيليه… «لاعب كبير ومهم/ تصالح مع ذاتك/ رائع بأهداف الحياة/ قائم وعارضة وشباك/ سجل مليء بالإنجاز/ حياتك تربط بحياة/ وأنت في الخيال/ في ذاكرة لا تنساك/ وعلينا ألا نقلق إذاً وأنت بيليه».

مشاركة :