أحمد العسم يكتب: الاستماع

  • 11/21/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أحِط نفسك بأشخاص يتحدثون عن الرؤى والأفكار… كنت في مجلس أحد الأصدقاء، وفي حوارات عن المباريات والتنافسية والتضحيات، وأننا نفتقد إلى أهداف ورؤى ورؤية وتركيز وإلى آخر النقاش، حتى سمعت أحدهم يقول: يا أخي هؤلاء لا يستمعون إلى النصائح ولا يستشيرون، هم مثل «أحدب السمع». كلمتان أعادتا ذهني إلى الوراء حين غرق مركب بأكمله في مياه البحر بسبب عناد النوخذة وإصراره على تحدي الموج الكبير، وعدم الاستماع إلى نصائح البحارة الذين هم أدرى بالبحر، وذهب بتحديه إلى البعيد حتى انهار وغطت أنفاسه في مياه البحر. إن وضوح الأهداف الطويلة المدى تأتي بالانفراجات، ومن خلالها يتضح الهدف الأسمى الذي نسعى إليه، ونرجو ذلك في القادم القريب. احتراماً للرأي لا بد من النزول والاستماع إلى رأي الشارع، لأن الحياة يأتي لأجلها الناس بقلوب واضحة التعبير ثابتة على المبدأ، هم الأصليون الذين أخذوا من الآباء وفعلوا وأضافوا وتركوا مساحة للاستمرار، لأنهم يدركون أن الأوقات تتقدم والمناخات والمواسم تتبدل وتتغير، وأن الأجيال تأتي بالإنجاز السريع، يجب أن نعرف رأي الشارع ونهتم به ونحمله إلى الطاولة ونفكك رموزه البسيطة الغامضة، لا لنكون مثل «أحدب السمع» يسمع ولا يسمع أو مثل بحار خاسر أغلق أذنيه الماء، وذهب بشروده ينتظر موجة وفيةً تعيد له ما خسره من عناد وصلابة. من الجميل أن يحيط بنا أشخاص مفيدون نتشارك معهم الحلول لما يُطرح، وأشخاص نحن نؤمن ونثق بهم مؤتمنون غير محبطين حتى ندفع معهم عجلة التغيير إلى الأمام، ونضخ دماء جديدة في عروق التنمية والازدهار، الأفكار النيرة ضوء في مكان عام وقرار صائب. الراحل مارادونا، أعظم من لعب كرة قدم، قدم فيها من الأحلام الكثير، وأضاف على كرة القدم إضاءة وابتكر الجمال، ولكن عناده ذهب به إلى الريح وانهار قلبه الطيب وهشم في عيوننا الصورة.. بكيناه ورحل «لأننا أحببنا طيبته». كذلك هم الشعراء والكتاب الذين أمتعونا بأجمل الشعر والكتابة، ونسوا أنفسهم في الميناء وعلى الرصيف، وبصمتٍ رحلوا وتركونا نردد ما قالوا، وكانوا مثل الزيارات إلى مرقدهم الأخير، وتركوا في الحلق غصة تذكرنا برحيلهم، وكان عنادهم سبباً في رحيلهم.

مشاركة :