جماهير «أبو جفين»! - أمجد المنيف

  • 3/1/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نحن متطرفون في كل شيء، و(نحن) لا تستثني أحداً غالباً، وأولكم أنا.. متطرفون بالاختلاف، وبالعداء، وحتى بالحب، لا نعرف مساحة وسطية للأمور، بل عندما قررنا أن نكون إيجابيين؛ تطرفنا بالإيجابية حد الابتذال، وأخيراً المثالية، التي لا تشبه الحقيقة دائماً. قبل أيام، مر تنويه "أمانة الإحساء" عن إلغاء حضور "أبو جفين" على معظم مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، والذي قالت فيه إن الأسباب تعود لعدم جاهزية التصاريح، والخوف من الازدحام، ولو افترضنا صحة ما ذكرته الأمانة؛ طبقاً للبيروقراطية المتبعة في مثل هذه الفعاليات، أو لأي سبب كان، فإن سياق الإعلان لم يكن موفقاً، خاصة إذا ما آمنا أن ليس كل ما هو صحيح يجب أن يذكر، وأيضاً أنه يصبح خطأ متى ما ذكر بطريقة خطأ. وقد سبقنا الساخرون مناقشة هذه القضية، وكذلك غيرهم، وعلق أغلب من مر بهم الإعلان، حتى غطيت جل جوانب القضية، ولكن لدي بعض الزوايا التي لا بد من الوقوف عليها، من وجهة نظري بالتأكيد، والمتمثلة بالآتي: أولاً: وهو أمر رئيس، قبل التعاطي مع القضية كشهرة أو نجومية، يتمثل في عمر "أبو جفين"، وغياب المنظمات المسؤولة عمن يماثلونه عمراً، وحقوقه كاملة، والدفاع عن كل ما يجب أن يكون متوفراً لمن في عمره من أمان، وتعليم جيد، وغير ذلك.. وهو الأمر الذي غاب تماماً. ثانياً: في كل المجتمعات، بما فيها المجتمعات المتقدمة، يكون الاهتمام الشعبي - غالباً - بالكوميديين والساخرين والمغنين، أو مهما كان الوصف، الأقرب دوماً لعدم الجدية، وليس للمخترعين أو رواد الفضاء أو العلماء، لذلك من المثالية المزيفة عندما نقول أين المخترعون، وكأن حضور مثل هذه الشخصيات غيبها، وهذا حكم غير دقيق. ثالثاً: ولو افترضنا بعدم صحة ما ذكرته في الفقرة الثانية، وجاء من يريد أن يحاجج باهتمام الدول الأخرى، فأقول أيضاً إن مثل هذا هو انعكاس للمطلب والوعي المجتمعي، ويجب أن نكون صادقين في مراجعة تفاصيل مجتمعنا، لنتوصل لفهم ماهية الاختيار، ولم يفضل مثل هذه النماذج. رابعاً: قد تكون هناك (نخب) رافضة - رغم تحفظي على مصطلح النخب -، أو بعض الآراء التي لا تؤيد مثل هذا الظهور، لكن لا يجب أن نغفل وجود الكثير ممن يفضلونه، ويرون في مثل هذه الفعاليات شغفهم، وبغض النظر عن اتفاقنا معهم من عدمه، فلا بد من احترام الاختيارات. أخيراً.. ما سبق ليس دفاعاً، ولو تسألوني عن رأيي الشخصي المتجرد؛ فسأقول بأني لن أحضر هذه الفعالية، ولن أجيز نشر مثل هذا الإعلان، ولكن يجب أن نكون محايدين في مناقشة الأشياء.. لأن الرأي الأحادي لا يفضي بنا إلا للضياع! والسلام. amjadalmunif@gmail.com

مشاركة :