(قَوافل التدريب الإلكتروني)، مبادرة رائعة أطلقتها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالتعاون مع القطاع الخاص قبل أربع سنوات؛ بهدف المساهمة في التنمية المستدامة، بمحو أمية الحاسب الآلي، وردم الفجوة الرقمية، ورفع المستوى المعلوماتي لدى المواطنين في القرى المنتشرة بمختلف أنحاء المملكة. (تلك القوافل) التي زارت مختلف المناطق، وقطعت أكثر من ( 300 ألف كم)، استطاعت من خلال معامل إلكترونية مُتنقِّلة أن تُحقِّق (20180 ساعة تدريب) على كافة أساسيات ومهارات وفنون استخدام الحاسب الآلي، عبر أكثر من (516 قافلة)، أفاد منها ما يزيد على (30900 متدرب)، من مختلف الأعمار رجالاً ونساءً، لتصل نسبة إنجاز المشروع إلى (86%)! جهود كبيرة وناجحة يُشكر القائمون عليها، ولكن ونظراً لأن التقنية الحديثة ومواقعها وبرامجها المختلفة قد أصبحت مرتعاً للمخاطر الفكرية والاجتماعية، وساحة حَرب افتراضية؛ فكم أتمنى أن يُصَاحب تلك القوافل دورات تدريبية متخصصة، تُقدِّم للمُتدرِّبين التوعية بالتعامل المثالي والآمن مع التقنية الحديثة، وبرامجها المختلفة، وتُعَزّز في نفوسهم (الأمن الفكري) الذي يحميهم من تلك المخاطر! وإدارة الأمن الفكري بوزارة الداخلية، وبما تملكه من خبرات في هذا المجال أراها الأقرب لتقديم تلك الدورات؛ بل أدعوها للإفادة من تلك التجربة في تسيير قوافل خاصة يشارك فيها العلماء والمُثقَّفون للتأكيد على وسطية الإسلام وسماحته، والتحذير من موجات التيارات الفكرية الضالة المتطرفة، التي من أهم أدواتها للوصول للعقول (البرامج الحاسوبية وتطبيقات الهواتف الذكية، وساحات مواقع التواصل الحديثة)! تلك القوافل الفكرية ضرورة يفرضها الواقع بكل تداعياته، ولذا لابد من سرعة إطلاقها - برعاية ودعم من الشركات والمؤسسات الكبرى-، والعمل على وصولها للمجتمع بكافة أطيافه وفئاته، ولاسيما الشباب الذين يُمثِّلون النسبة الأكبر من المجتمع السعودي، فأولئك لابد من الاقتراب منهم في مدارسهم وجامعاتهم وأنديتهم ومنتدياتهم، والحديث معهم بلغة وإيقاع عصرهم، بعيداً عن المحاضرات والندوات والمؤتمرات التقليدية التي يحضر فيها التنظير، ويغيب عنها المستهدفون!. aaljamili@yahoo.com
مشاركة :